واصل يوم أمس، عشرات الآلاف من المحتجين تظاهراتهم بمختلف المدن اليمنية. وهو مؤشر يوحي بأن الضغط على الرئيس علي عبد الله صالح غير مرشّح للتوقف في المدى القريب. وأمام استمرار هذه الحركة الاحتجاجية، لجأت السلطات اليمنية إلى غلق جامعتي صنعاء وعدن في خطوة شبيهة بما أقدم عليه الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي الذي مدد عطل الجامعات وأغلق ثانويات تونس أيام تأجج الحركة الاحتجاجية. مظاهرات يوم أمس، في مدن صنعاء وعدن وتعز وحضرموت، لم تكتف بإسقاط النظام ورحيل الرئيس كما جرت العادة، وإنما طالبت بفتح تحقيق حول مقتل أربعة أشخاص خلال احتجاجات يوم الجمعة الأخير في بلدة تسمى حرف سفيان بمحافظة عمران شمالي اليمن. مقابل هذا حشد الحزب الحاكم أنصاره في صنعاء في حركة تهدف إلى إضعاف طلب المعارضة وتمكين الرئيس من إكمال عهدته الرئاسية إلى غاية ,2013 لكن وعلى عكس، قمع المتظاهرين المناوئين للرئيس وإمطارهم بالقنابل المسيلة للدموع، لم تتعرض الشرطة اليمنية لأنصار الرئيس. في ظل هذه الأجواء استقال زعيم قبلي بارز يشغل منصب نائب الشباب من حزب الرئيس علي عبد الله صالح، وهو ما نظر إليه على أنه ضربة قاسية للرئيس وأنصاره. وقد اختار هذا الزعيم، وهو السيد علي أحمد العمراني، المسيرة المحتشدة في العاصمة صنعاء ليعلن استقالته من حزب الرئيس، ومما يعطي لهذه الاستقالة عمقها هو أنها جاءت بعد أسبوع واحد فقط من استقالة تسعة من أعضاء البرلمان المنتسبين للحزب الحاكم احتجاجا على استخدام العنف ضد المظاهرات المناهضة للحكومة.