كشف مصدر دبلوماسي مصري، ل''الخبر''، أن تسارع الأحداث التي عاشتها مصر، شهري جانفي وفيفري الماضيين، أجلت إلى موعد غير معلوم اجتماع اللجنة المشتركة العليا الجزائرية المصرية في القاهرة، ما أدى بدوره إلى تأجيل ترسيم مصالحة بين البلدين وطي صفحة خلافات دامت سنتين كاملتين بسبب مباراة في كرة القدم. قال نفس المصدر: ''عادت العلاقات بين البلدين إلى مجراها الطبيعي بعد الزيارة التي قام بها الرئيس السابق، حسني مبارك، إلى الجزائر، شهر جويلية 2010، لتقديم واجب العزاء للرئيس بوتفليقة إثر وفاة شقيقه مصطفى''. وقد رافق مبارك في تلك الزيارة وزير خارجيته أحمد أبو الغيط الذي تباحث مع نظيره مراد مدلسي سبل إعادة تطبيع العلاقة. وتعززت العلاقات بشكل لافت خلال زيارة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى شرم الشيخ لحضور القمة العربية الاقتصادية، شهر جانفي الماضي، حيث تم الاتفاق على عقد اجتماعات اللجنة المشتركة العليا بين البلدين في القاهرة. ويعود تاريخ انعقاد آخر دورة للجنة المشتركة المصرية الجزائرية، إلى سنة 2008، وترأسها عن الجانب الجزائري رئيس الحكومة السابق عبد العزيز بلخادم وعن الجانب المصري رئيس الوزراء السابق أحمد نظيف. وكان من المرتقب أن يرأس الوفد الجزائري في اجتماعات اللجنة، بالقاهرة، الوزير الأول أحمد أويحيى. وفي سياق متصل، من المتوقع أن يلتحق السفير المصري الجديد في الجزائر، عز الدين فهمي، بمنصبه مطلع شهر ماي المقبل، وذلك خلفا للسفير الحالي عبد العزيز سيف النصر الذي تنتهي مدة عمله رسميا مع نهاية أفريل القادم، علما بأن وزارة الخارجية أرسلت موافقتها على ترشيح فهمي، الذي كان يشغل منصب مدير إدارة تكنولوجيا المعلومات بوزارة الخارجية المصرية، في ديسمبر الماضي. بالموازاة مع ذلك، أكد مصدر دبلوماسي جزائري ل''الخبر'' أن الجزائر قررت الاحتفاظ بسفيرها لدى القاهرة والمندوب الدائم في الجامعة العربية، عبد القادر حجار، مشيرا إلى أن ''قرار الإبقاء عليه صادر عن الرئيس بوتفليقة'' الذي طلب من حجار الاستمرار في منصبه رغم البرودة التي أصابت العلاقات بين البلدين بسبب مباراة في كرة القدم في نوفمبر 2009، تسبب فيها مسؤولون مصريون أسقطتهم أحداث 25 جانفي في مصر.