هز انفجار عنيف محطة للحافلات بمدينة القدسالمحتلة يوم أمس، وقد خلف هذا الانفجار الذي سمع دويه على مسافات بعيدة عن موقعه، قتيلا وحوالي ثلاثين جريحا، ثمانية منهم وصفت إصابتهم بمتوسطة الخطورة والحرجة، كما تحدثت مصادر طبية إسرائيلية عن وجود ثلاثة مصابين إصابات خطيرة. وبعد وقوع الحادث مباشرة، أعلن المتحدث باسم السفارة الإسرائيلية بواشنطن، أن الانفجار ناتج عن عملية انتحارية، لكن على عكس هذا الطرح، ذكر مراسل راديو الجيش الإسرائيلي، أن الانفجار لم ينجم عن عملية انتحارية، بل ناتج عن عبوة ناسفة كانت في حقيبة تركت بالقرب من المحطة، ولم تكن بداخل حافلة من الحافلات التي كانت متوقفة بالمحطة المستهدفة، وهو نفس ما ذهب إليه في وقت لاحق، وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي يتسحاق اهرونوفيتش الذي أكد للصحفيين أن الانفجار ناتج عن قنبلة كانت مخبأة في حقيبة. هذه العملية جاءت في الوقت الذي كان فيه آلاف الفلسطينيين يشيعون قتلى حي الشجاعية الثمانية الذي استشهدوا في مدينة غزة، وهم أربعة مدنيين من عائلة واحدة، وأربعة من مقاتلي حركة الجهاد الإسلامي. وقد رفع المشيعون شعارات تدعو للثأر ومنها من القتلة الإسرائيليين، ومن هذه الشعارات المرفوعة ''يا شهيد يا حبيب بدنا الرد في تل أبيب'' و''الانتقام الانتقام يا سرايا ويا قسام''. العملية حركت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي أعلن عن تأجيل زيارته التي كانت مبرمجة إلى روسيا، وقال بأن إسرائيل ''سترد بالمثل'' على الهجمات التي تتعرض لها من غزة، أما النائب الأول لرئيس الوزراء الإسرائيلي سيلفان شالوم ف''هدد بشن حملة عسكرية واسعة النطاق ضد قطاع غزة بهدف إسقاط حكم حركة ''حماس''. أما أول رد جاء من الجانب الفلسطيني فقد صدر عن حركة الجهاد التي باركت العملية دون أن تتبناها. ميدانيا وفي ظل هذه الأجواء شن الطيران الإسرائيلي غارة قال بأنها استهدفت مقاتلين كانوا شرق مدينة غزة يطلقون صواريخ، وقد أعلنت سرايا القدس مسؤوليتها على إطلاق ثلاثة صواريخ من نوع غراد على مدينة بئر السبع وأشدود في جنوب إسرائيل ردا على ''المجازر الصهيونية'' في غزة. وتوعدت ''السرايا'' بأن يكون ردها على مقتل أربعة من عناصرها بحجم الجريمة.. والعدو سيرى ذلك قبل أن يسمعه''. على نفس هذا الخط أعلنت جماعة ''جيش الأمة'' السلفية القريبة فكريا من تنظيم القاعدة، أنها أطلقت صاروخا من نوع تسميه ''القعقاع'' على موقع عسكري إسرائيلي شرق وسط قطاع غزة.