يلتقي القادة الأوروبيون ببروكسل، اليوم، تحت وابل من الانتقادات والتضارب في تقييم الأيام الأولى من الحرب على القذافي، نظرا ''لغياب التنسيق'' وشلل ذريع للدبلوماسية الأوروبية، حسب انتقادات البرلمانيين الأوروبيين أساسا. ويبقى موقع الناتو في العملية محور الجدل القائم بين الحلفاء. أعلن وزير خارجية فرنسا، ألان جوبي، عن موعد الاجتماع الأول ل''مجموعة الاتصال'' حول ليبيا، التي تجمع الولاياتالمتحدةوفرنسا وبريطانيا والدول المشاركة في العمليات ضد قوات القذافي، يوم الثلاثاء بلندن. وقال إن ذلك الاجتماع سيكون ''بمثابة الإعلان الرسمي عن القيادة السياسية للعمليات لكنها ليست الناتو بل مجموعة الاتصال''، كما أوضح. وأضاف أنها ترتكز على ''الناتو والاتحاد الأوروبي. وُضعت من طرف تكتل بلدان أوروبية وأخرى من شمال إفريقيا وعربية''. إذن بالنسبة لفرنسا، الخلاف القديم الذي نشب بين الجنرال ديغول وحلف الناتو ما زال قائما، من وجهة نظر اليمين الحاكم الذي ينتسب، في خطاباته، إلى الفكر الديغولي. للإشارة، عارض ديغول النفوذ الأمريكي عبر الناتو الذي أنشئ لوقاية أوروبا من الخطر الألماني ثم الاتحاد السوفياتي، بسبب نشر الرؤوس النووية في دول أوروبية. وسحب في مارس 1959 أسطوله البحري من قيادة الناتو وشرع في التجارب النووية في رفان الجزائرية. من جهة أخرى، تبرر فرنسا معارضتها لقيادة حلف الناتو عمليات ''فجر أوديسيا'' بليبيا بحجة التواجد العربي في التحالف. ومن الحجج الأخرى التي قدمها المحللون الفرنسيون أن الناتو منهمك في حرب أفغانستان ولا يعرف كيف يخرج منها. وفي نفس السياق، المسلمون والعرب الذين يجدون في حرب الناتو مادة دسمة للانتقاد يرفضون تدخلا من جديد في بلد عربي. من جانب آخر، ثلاث دول أعضاء في الحلف (ألمانيا والبرتغال وتركيا) عارضت التدخل العسكري في ليبيا. وفي تطور جديد للمواقف، أعلنت تركيا عن تزويد الحلفاء بغواصة وخمس بواخر حربية. وأعلنت الكويت والأردن عن تقديم الدعم المادي لإنجاح العمليات بليبيا. فيما أعلن قائد البحرية الأمريكية، غاري رفهيد، أن العمليات في ليبيا ليست مكلفة، في رده على انتقادات أمريكية في موضوع تمويل الحرب بليبيا. وأوضح أن ''القوات المتواجدة في عين المكان موجودة في الميزانية''. يشار إلى أن الولاياتالمتحدة تشارك ب11 باخرة، ثلاث غواصات والعشرات من المقاتلات. وتنبأت بريطانيا بنهاية الطيران الحربي الليبي. وبينما يقول وزير خارجية فرنسا إن الحرب ستكون قصيرة، يقول وزير الدفاع الأمريكي، روبرت غيتس، من القاهرة، إن تاريخ نهاية العمليات غير معلوم. ويقول مستشار بالكرملين إن الحرب البرية حتمية لا مناص منها.