استغل معلم بإحدى الابتدائيات في بوركيكة بولاية تيبازة، تقديمه للدروس التدعيمية لفائدة تلاميذ السنة الثالثة ابتدائي بمنزله، ليعتدي جنسيا على 5 تلميذات باستعمال العنف والتهديد، بعد أن تنصّل من كل إنسانيته وموقعه كمربٍ، وتحول إلى وحش بشري يقتنص براءة تلميذاته، رغم أنه رب عائلة وأب لأطفال. اكتشفت أطوار القضية التي اهتز لها سكان بلدية بوركيكة، منتصف الأسبوع الماضي، حين تقدم والد إحدى التلميذات لدى مصالح الأمن الحضري، من أجل تقييد شكوى ضد المعلم بالطور الابتدائي يتهمه فيها بالاعتداء الجنسي على ابنته التي كانت تتلقى الدروس التدعيمية بمنزله. وتضمنت شكوى والد الضحية، أن المعلم كان يجبر ابنته بعد انتهائه من تقديم الدروس التدعيمية وانصراف جميع التلاميذ إلى منازلهم، على البقاء والقيام بممارسات غير أخلاقية داخل مكتبه بالمنزل عن طريق العنف، كما كان يرغمها بالتستر على فعلته، الأمر الذي أدى بالضحية إلى رفض مواصلة تلقي الدروس التدعيمية دون تبرير الأسباب، وهو ما أثار دهشة العائلة والتساؤل عن سر هذا القرار المفاجئ لابنتهم. لكن تحت إلحاح العائلة، اعترفت الضحية التي لا يتعدى عمرها 9 سنوات، بالأفعال التي كان يقوم بها المعلم، كما كانت تبدو عليها آثار الصدمة النفسية. وكشف مصدر أمني مسؤول أمس ل''الخبر''، أن الضحية كشفت خلال التحقيق بأن المعلم اعتدى أيضا على أربع تلميذات أخريات، ممن كن يزاولن الدروس التدعيمية معها، ما جعل رقعة التحقيق تتوسع لتشمل التلميذات الأخريات، اللائي أكدن بدورهن تعرضهن لنفس الأفعال من قبل هذا المعلم منذ بداية السنة الدراسية. وأضاف مصدر ''الخبر'' أن الخبرة الطبية التي أجريت على القاصرات من قبل الطبيب الشرعي، أكدت آثار الاعتداء الجنسي عليهن، بل يوجد من بينهن حالتان أكثر تضررا من الأخريات. وقد وضع وكيل الجمهورية لدى محكمة حجوط، المعلم المعتدي، رهن الحبس المؤقت نهاية الأسبوع الفارط، من أجل استكمال إجراءات التحقيق وإحالته على المحاكمة، على أساس تهمة الاعتداء الجنسي على القصر وممارسة الفعل المخل بالحياء عن طريق العنف. كما علمنا، أمس، أن مصالح الأمن والأسرة التربوية ممثلة في المفتشية، يقومان بتحقيقاتهما حاليا لمعرفة ما إذا كان الاعتداء قد طال تلميذات أخريات، سواء ممن كن يستفدن من دروس الدعم في منزله أو حتى داخل القسم. وفيما أبدت الأسرة التربوية بعين المكان دهشتها وصدمتها لهذا الحادث، عبرت عن تذمرها وتضامنها مع عائلات الضحايا، وطالبت بتطهير السلك من أمثال هؤلاء من الذين يشوّهون صورة المربي.