أعلن نظام القذافي عن سقوط ثلاثة قتلى في غارات لحلف الناتو استهدفت موقفاً للسيارات قرب مجمع القذافي بباب العزيزية في ساعة مبكرة من صباح أمس السبت، في حين ''تحررت'' مصراتة بعد شهرين من الحصار والحرب الدامية، عقب أوامر تلقتها كتائب القذافي بالانسحاب من هذه المدينة المحورية في الصراع بين المعارضة والقذافي. حاولت المعارضة الليبية إقناع الرأي العام الدولي بأن ضرباتها وراء انسحاب قوات القذافي من مصراتة، لكن مراقبين رجحوا خيار مسارعة القذافي إلى الانسحاب حتى يتجنب مشكلة دخول قوات برية بحجة فك الحصار عن مصراتة بعد محاصرتها شهرين كاملين. ميدانيا، دوت عدة انفجارات أمس في طرابلس بعد تحليق كثيف للمقاتلات التابعة لحلف شمال الأطلسي، تزامنا مع زيارة السيناتور الأمريكي جون ماكين لبنغازي، وأفادت الأنباء عن تعرّض موقعين مدنيين للقصف في الزنتان الواقعة على بعد 150 كيلومتر جنوب غرب طرابلس. وبالعودة إلى مصراتة، فقد قال متحدث باسم المعارضة الليبية إن المدينة تحررت من قوات القذافي، وأنه يجري تمشيط المدينة خوفا من وجود متفجرات خلفتها قوات القذافي، بينما نقلت وكالة ''رويترز'' عن جندي حكومي ليبي مُصاب، اسمه خالد درمان، أسرته المعارضة في مصراتة، أمس، أن ''الجيش تلقّى أوامر بالانسحاب''. وكان خالد الكعيم، نائب وزير الخارجية الليبي، قد كشف أن جيش ليبيا قد يتخلّى عن القتال في مدينة مصراتة، بسبب الضربات الجوية لحلف شمال الأطلسي، ويسمح للقبائل المحلية بقيادة القتال ضد المعارضين. وقال الكعيم، أول أمس الجمعة، إن ''الجيش التقى مع القبائل المحلية التي ستحاول التحدث مع المعارضين أولاً، وإذا أخفق الحوار ستقاتل القبائل المعارضين في مصراتة ثالث أكبر مدن ليبيا''. إنسانيا، تسير الحالة الإنسانية في مصراتة الساحلية من سيء إلى أسوأ، فالمدينة رهينة لحرب شوارع مفزعة دخلت أسبوعها السادس، وتخلف يوميا عشرات الجرحى الذين تعجز مستشفيات المدينة عن استقبالهم. وبالأرقام، تحدثت مصادر طبية في المدينة عن سقوط ألف ضحية، 80 بالمئة منهم من المدنيين منذ نهاية فيفري الماضي. ويقول خبراء إن مصراتة ضحية موقعها الاستراتيجي وكثافتها السكانية، فجغرافيا هي أقرب لطرابلس معقل القذافي، أما سياسيا فهي موالية للمعارضة المسلحة في بنغازي شرقا. وبالنسبة للقذافي، يبدو الاستيلاء على مصراتة إنجازا استراتيجيا لا بد منه، فهي تشكل جيبا معزولا للمعارضة في الخليج النفطي الذي يسيطر عليه الآن وصولا إلى تخوم أجدابيا في الشرق.