تحوّلت أغلبية الساحات العمومية بمدينة تيزي وزو، إلى فضاء لإقامة الاحتفالات تحضيرا للموعد الهام الذي ينتظر شبيبة القبائل، والمتمثّل في إجراء المباراة النهائية لكأس الجزائر أمام اتحاد الحراش بعد غد الأحد. تشهد مختلف أنحاء الولاية تحضيرات مكثّفة لموعد نهائي الكأس، حيث يقوم بعض الأنصار بحملة تحسيسية من أجل حثّ المشجعين على التنقل بأعداد غفيرة إلى ملعب 5 جويلية الأولمبي لمتابعة اللقاء النهائي، ومؤازرة ''الكناري'' في مهمته الصعبة. كما قام شباب حي ''لمونديال'' وسط مدينة تيزي وزو بحملة تضامنية تهدف إلى جمع الأموال لكراء الحافلات التي تضمن تنقل أنصار الشبيبة القبائلية باتجاه العاصمة لمشاهدة المباراة وتشجيع فريقهم، كما قاموا بتعليق أعلام عملاقة ترمز لألوان الفريق، مرفوقة بالعلم الوطني لإقامة الأفراح وتعبئة شبان الحي للتوافد بقوة على العاصمة، وغزو مدرجات الملعب بأعداد غفيرة لتقديم الدعم المعنوي لأشبال المدرب رشيد بلحوت. وفي سياق التحضيرات أيضا، للتوجه إلى الملعب المحتضن للمباراة الواعدة، شرع مئات من أنصار الشبيبة االقبائلية القاطنين بالبلديات النائية والمعزولة، في إجراء تحركات من أجل ضمان وسائل النقل التي تقلهم نحو العاصمة، حيث صار الأنصار لا يفكرون سوى في كيفية بلوغ مشارف ملعب 5 جويلية. وأكد لنا البعض، ممن تحدثنا إليهم، أنهم سيستعينون بأية وسيلة متاحة، المهم بالنسبة إليهم الوصول إلى ''موقعة'' نهائي كأس الجزائر والمشاركة في العرس الذي سيقام على المدرجات. كما تستعد جماهير ''الكناري'' لإنشاء لجان تتشكل من شباب الأحياء والقرى لتنظيم تنقل الأنصار وتوفير الوسائل اللازمة لضمان عودة المشجعين إلى مختلف مدن الولاية، لاسيما أن المباراة ستعرف نهايتها في ساعات متأخرة من النهار، ما يستدعي تنظيم صفوف المشجعين وتأطير عملية عودتهم إلى بيوتهم. وقبل أيام فقط عن موعد اللقاء النهائي، أصبح حديث العام والخاص منحصرا حول هذا الحدث الرياضي، وحيثما وطأت قدماك، تقابلك مجموعات من المشجعين تتجاذب أطراف الحديث عن المباراة القادمة ودعواتهم كلها من أجل أن يحالف الحظ فريقهم والتتويج بالكأس الجمهورية التي طالما انتظرها جمهور الكناري. وفي هذا الشأن، عبّر السيد جبّار أحد أنصار ومحبي الشبيبة، والساكن بحي ''لمونديال''، عن ثقته في إمكانية خطف ''الكناري'' للفوز من منافسه اتحاد الحراش، وقال ل''الخبر'' أنه سيكون في المدرجات يوم المباراة وسيؤازر فريقه المفضل إلى غاية اللحظات الأخيرة من اللقاء. واستطرد ''المواجهة ستكون نارية بين الفريقين، واتحاد الحراش يقدّم أداء راقيا في جميع مبارياته، إلا أن الفوز سيكون حليف الشبيبة القبائلية المتعودة على تقديم مباريات تاريخية في المناسبات الكبيرة''. وأضاف المناصر جبّار''لقد اشتقنا كثيرا إلى التتويج بكأس الجزائر والتمتع بنشوة الفوز بالتاج. وعلى هذا الأساس بات لزاما علينا أن نؤمن بقدرات زملاء يونس وإمكانيتهم لتحقيق الانتصار. ونتمنى أن نعيش أطوار مباراة قوية جدا تعكس حجم استعدادات الأنصار لإقامة احتفالات صاخبة''، في انتظار ليالي الملاح. عشاق الشبيبة من بني عمران وتيغنيف يصنعون الفرجة في تيزي وزو صنع، أمس، بعض مشجعي ''الكناري'' الوافدين من منطقتي بني عمران ببومرداس، وتيغنيف بولاية معسكر، الحدث في مدرجات ملعب أول نوفمبر بتيزي وزو، بمناسبة الحصة التدريبية الأخيرة التي أجراها أشبال المدرب بلحوت قبل تنقلهم إلى الشراقة لمواصلة الاستعدادات تحسبا للمباراة النهائية، بحيث رسم هؤلاء الأنصار لوحات رائعة للتعبير عن فرحتهم بصعود الشبيبة إلى الدور الأخير من منافسة كأس الجزائر، كما عملوا على شحن اللاعبين ودفعهم للتركيز أكثر على المباراة. صرح المناصر وليد الملقب ب'' كيتوس'' من بني عمران، وهو يعتبر من المتشددين، انه سيشجع الشبيبة إلى غاية نهاية المباراة، وسيصنع الفرجة بمدرجات ملعب 5 جويلية، كما فعل في السابق أثناء تنقلات الشبيبة القبائلية في مختلف المنافسات. وقال ''كيتوس'' أنصار بني عمران أنهوا كل الترتيبات لضبط عملية تنقلهم إلى العاصمة لمؤازرة ''أسود جرجرة'' وتقديم لهم الدعم اللازم. وقال خلال الدردشة القصيرة التي أجريناها معه، إنه قام بحملة تحسيسية في كل أحياء منطقته لدفع الجماهير على التوافد بكثافة إلى الملعب، وقد تم إحصاء نحو 500 مناصر حجزوا أماكنهم ضمن الرحلة التي ستقودهم إلى العاصمة بعد غد. كما تأسف المناصر ''كيتوس'' للجمود الذي لاحظه في بعض أحياء تيزي وزو، التي لا تواكب الحدث ولا تتفاعل مع الأجواء الاحتفائية التي تطبع عموم منطقة القبائل قبل حلول موعد مباراة الكأس. والمثير للدهشة هو أن المناصر وليد وبعض أتباعه حاولوا القيام بنفس الحملة التحسيسية التي أدوها ببومرداس لشحن همم أنصار الفريق القبائلي، بحيث عمدوا إلى توزيع بعض الصور التذكارية للشبيبة على الشبان الذين يصادفونهم في الطريق. من جهته، عاتب ''عماد'' مناصر آخر قادم من بني عمران، الرئيس حناشي الذي لم يكلف نفسه عناء توفير بعض اللافتات وأعلام الشبيبة ليتم نقلها إلى الملعب، مؤكدا أن لجنة الأنصار بمنطقتهم قد قامت بجمع أموال لتزيين المدرجات المخصصة لأنصار الشبيبة بألوان الفريق، وجهزوا كل ما يرونه لازما لإنجاح العرس في المدرجات ليختم حديثه بالقول: ''لقد انتظرنا هذه اللحظة طويلا، ونتمنى أن تكتمل الفرحة بالإعلان عن تتويج الشبيبة بالكأس بعد 17 سنة من الفراغ في هذه المنافسة''. من جهتهم تنقل عدد من الأنصار ومحبي الشبيبة، أمس، إلى ملعب أول نوفمبر بتيزي وزو لحضور الحصة التطبيقية للشبيبة، وقدموا الدعم المعنوي للرئيس حناشي، مطالبين إياه ببذل المستحيل للظفر بالتاج الذي تبحث عنه الشبيبة منذ أزيد من عقد كامل من الزمن. كما أخذ هؤلاء الأنصار صورا تذكارية مع اللاعبين ومع أعضاء الطاقم الفني. تيزي وزو: م. حابت