أفضت عملية أمنية نفذتها وحدة مشتركة من الجيش وحرس الحدود إلى غلق أحد أهم مسالك تهريب المخدرات في الساحل والجنوبالجزائري. وأوقفت وحدات مشتركة متخصصة في مكافحة التهريب في أقصى الجنوب، مساء أول أمس، 7 مهربين واسترجعت مبلغ 2, 1 مليون أورو و3 رشاشات من نوع كلاشنيكوف و3 سيارات دفع رباعي. أفادت مصادر موثوقة أنه بعد اشتباك قصير مع قوات الأمن استسلم المهربون لقوات الجيش في المكان المسمى ''إين سوكو''. وحسب مصدر أمني، فإن المجموعة المسلحة تم إيقافها خلال كمين سري نصبته قوة مشتركة تعمل في مراقبة الحدود الجنوبية في موقع يبعد عن بلدة تينزاواتن بنحو 100 كلم. وتمكنت القوة العسكرية، خلال العملية، من استرجاع مبلغ 2,1 مليون أورو و200 مليون سنتيم وأجهزة اتصال من نوع ثريا وتجهيزات وعتاد عسكري لتحديد الموقع على الأرض ''جي بي أر أس''. وتشير المعلومات المتاحة إلى أن 3 موقوفين هم رعايا ماليون و4 من جنسية جزائرية، ويجري التحقيق حاليا مع الموقوفين بتهم حيازة أسلحة حربية ومغادرة التراب الوطني بصفة غير شرعية بالنسبة للجزائريين والتهريب ومخالفة قانون النقد وتبييض الأموال. وأفاد مصدر على صلة بالتحقيق أن المشتبه فيهم لم ينخرطوا في مجموعة إرهابية بل مارسوا نشاطات إجرامية مخالفة للقانون. ويعتقد المحققون، حسب مصادرنا، أن المجموعة المسلحة كانت بصدد استطلاع الأرض قبل نقل شحنة مخدرات كبيرة عبر أحد أهم محاور التهريب التي باتت الآن معروفة لدى مصالح الأمن. وتمكن الجيش أخيرا من بسط قبضته على أحد أهم مسالك تهريب المخدرات من المغرب إلى مصر، وأخضعها للمراقبة على مدار الساعة ويتعلق الأمر بمسلك يسميه المهربون، حسب مصادرنا، ''عرق المنعة'' أو ''ويكرت'' باللغة المحلية التارفية. ويخترق هذا المسلك السري الصحراء الكبرى بين الجزائر، مالي وموريتانيا، ويسيطر على بعض أجزائه في شمال مالي إرهابيون وعصابات مسلحة تمكن الجيش من تفكيك أخطرها في كمين مباغت. ويخترق المسلك السري الصحراوي الذي كان إلى غاية الأسبوع الماضي أحد أكثر طرق التهريب أمنا، شمال موريتانيا ومناطق في شمال مالي ثم يمر عبر الأرض الجزائرية في ممر لا يزيد طوله عن 100 كلم. واستغل المهربون في كل مرة الليل للمرور عبر مناطق تخضع للسيطرة الجزائرية في مواقع قريبة من بلدة تينزاواتن. وأفاد مصدر عليم بأن تحقيقا أمنيا كشف بأن جماعات إرهابية تابعة لقاعدة المغرب ظلت تتصارع مع مهربين مسلحين للحصول على إتاوات مالية مقابل اختراق شمال مالي، وهو ما اضطر المهربين للمرور عبر مناطق الشقة في شمال موريتانيا بعد الانطلاق من موقع صحراوي جنوب مدينة أسا وواد الدراع أقصى جنوب المملكة المغربية، ثم يخترق هذا المسلك صحراء زويكرت الصخرية بشمال مالي، وقبلها الشقة وعرق الشباشب شمال موريتانيا، وصولا إلى تالاك في شمال النيجر ومنها إلى الجماهيرية الليبية. وحسب مصادرنا، فقد تمكن الجيش من بسط سيطرته ومراقبة كل المناطق التي يخترقها هذا المسلك داخل الصحراء الجزائرية، وبمحاذاتها بواسطة وسائل الاستطلاع. وتعتقد مصالح الأمن المتخصصة في مكافحة الجريمة المنظمة في الساحل بأن العمليات الإرهابية ونشاطات المهربين التي تكررت مؤخرا في مواقع قريبة من تينزاواتن، تفسر أهمية هذا الممر بالنسبة للخارجين عن القانون، حيث يقع مباشرة في مكان يسمح بالتسلل إلى شمال الجزائر أو المرور إلى الشرق نحو ليبيا.