خرجت الغينية نافيساتو ديالو، من حياة الظل التي عاشتها في أحد أفقر أحياء نيويورك، لتشد أنظار العالم بعد لحظات رعب عاشتها بجناح رقم 2086 في فندق ''سوفيتل'' بمنهاتن، كان بطلها الفرنسي دومينيك ستراوس كان، رئيس أكبر هيئة مالية عالمية. لكن بعيون الفرنسيين يكفي أنها سوداء، مسلمة، ومتحجبة، لتكون ضحية مفترضة أو بطلة مؤامرة حرّكتها أياد أمريكية. طالما تجاهل الفرنسيون فضائح مشاهير السياسة في بلاد برج إيفل، واعتبروها حرية شخصية، غير أن فضيحة ستراوس كان، المتهم بالاعتداء الجنسي على عاملة النظافة في فندق ''سوفيتل'' النيويوركي، غيّر من هذه الحقيقة، وجعل باريس تعيش تحت الصدمة، إذ يعتقد 57 في المائة من الفرنسيين أن دومينيك ستراوس ضحية مؤامرة حركتها أيادٍ أمريكية، حسبما أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد ''سي أس أي''، لحساب قناة ''بي. إف.إم'' التلفزيونية، إذاعة ''مونتي كارلو'' وموقع ''20 مينوت''. لكن في الحي النيويوركي الفقير، حيت عاشت نافيساتو ديالو، المهاجرة الغينية المسلمة ذات 32 عاما، ينقل جيران نافيساتو صورة مغايرة عن المرأة التي تعيش في إقامة خاصة تحت الحراسة منذ واقعة الاعتداء، فهي أمّ تكدّ لتعول ابنتها ذات 15 سنة، هادئة لم تُرى مع رجل غريب قط، تخرج غالبا ممسكة بيد ابنتها، وهمها الوحيد أن تحصل لها لقمة العيش التي غادرت في سبيلها موطنها قاصدة الولاياتالمتحدة، أين استقرت كلاجئة سياسية. ونقلت تقارير صحفية أمريكية عن إحدى الشخصيات البارزة من الجالية الغينية في نيويورك، ويدعى سليمان، أن نافيساتو التي كثيرا ما تغادر بيتها بغطاء الرأس على الطريقة الإفريقية، وتخفي جمالها تحت ملابس محتشمة، وهي التي ولدت في أسرة مسلمة متدينة في شمال غينيا، ولم تتلق التعليم بأي مدرسة، لكنها تلقت بعض الدروس عندما وصلت إلى الولاياتالمتحدة لتتمكن من كتابة اسمها''. ويروي آخرون من جيران ضحية رئيس صندوق النقد الدولي المستقيل، أن نافيساتو غادرت العاصمة الغينية كوناكري قبل سبع سنوات رفقة زوجها إلى الولاياتالمتحدة، قبل أن يتوفى بسبب المرض، ويترك أرملته الشابة لتربي طفلتها وحدها، فيما أكد البعض أنها انفصلت عن زوجها بعد سنوات من وصولهما إلى الولاياتالمتحدة. وفي فندق ''سوفيتل'' منهاتن بنيويورك، أين وقعت حادثة الاعتداء الجنسي، لم تختلف الآراء حولها أيضا، فالموظفة الجميلة ذات الجسد الممتلئ الممشوق، تحظى برضا إدارة الفندق الراقي أين تعمل منذ سنوات، وهي محبوبة بين زملائها، ولطالما كانت محط إعجاب كل العاملين معها في الفندق، غير أنها كانت متحفظة في علاقتها مع الجميع، قبل أن تصدمهم بخبر تعرضها للاعتداء من طرف شخص تبين أنها سياسي معروف والمرشح لرئاسة فرنسا. أما شقيقها بليك ديالو فلا يزال أيضا تحت الصدمة منذ واقعة الاعتداء، وصدمته الأكبر كانت بسبب حملة التشكيك في نوايا شقيقته، في كونها أوقعت بستراوس كان وأغوته، ولم تتعرض للاغتصاب. وقال ديالو مع صحيفة ''لوبارزيان'' الفرنسية: ''هي لا تعرفه من الأصل ولا تعرف حتى من هو عمدة نيويورك.. شقيقتِي غير قادرة على اختلاق مثل هذه القصة، هي مسلمة ملتزمة امرأة شريفة وملتزمة، تعمل بجدّ من أجل تربية ابنتها..إنها تبكي كثيرًا وتعاني من أثر الصدمة''. وتبقى الأيام القليلة القادمة وحدها كفيلة بكشف ما حدث في الجناح 2086، الذي هوى بستراوس إلى الحضيض ورفع الغينية نافيساتو ديالو، التي أصبحت أشهر عاملة نظافة في العالم، وحتما ستلاحقها وسائل الإعلام على اعتبار أنها أصبحت من مشاهير العالم..