عاد المبعوث الروسي في ليبيا إلى المربع الأول بخصوص الوساطة الإفريقية أو العربية لحل الأزمة، حيث قال في موسكو بعد عودته من جولته التي قادته إلى بنغازي دون طرابلس أنه ''بالإمكان استخدام الآليات التي اقترحها الاتحاد الإفريقي أو الاعتماد على وساطة دول عربية تجمعها علاقات متكافئة مع طرابلس وبنغازي على حد سواء لإطلاق العملية التفاوضية''. وكان الاتحاد الإفريقي قد سبق وأن بعث برئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما كوسيط. ويركز الحل الإفريقي على ضرورة وقف القتال من الجانبين، قبل البدء في مرحلة تفاوضية. وبالعودة إلى تصريحات المبعوث الروسي مارغيلوف، فقد أوضح بعد لقائه بممثلين عن المجلس الانتقالي في بنغازي أن ''المجلس لا يسعى لتصفية القذافي جسديا وإنما للمعارضة الليبية مطلب واحد يتمثل في عدم قيام القذافي أو أي من أبنائه بشغل منصب حكومي أو لعب دور سياسي في البلاد''. ويحدث هذا في وقت يزداد الخناق على العقيد القذافي يوما بعد يوم، في ظل توالي اعتراف دول كبرى بخصومه في بنغازي، حيث أعلنت وزيرة الخارجية الإسبانية ترينيداد خيمينيث خلال زيارة لبنغازي أمس أن بلادها تعترف بالمجلس الانتقالي ممثلا شرعيا للبلاد. وتوقف قصف حلف الناتو لطرابلس لوقت قصير قبل أن يستمر بعد واحدة من أعنف حملات القصف للعاصمة الليبية منذ بدء الضربات الجوية في مارس، حيث أعلن المتحدث باسم الحكومة الليبية، موسى إبراهيم، أن الناتو ألقى أكثر من 60 قنبلة أول أمس الثلاثاء على العاصمة طرابلس، مما أسفر عن مقتل 31 شخصا وعشرات الجرحى. لكن وزراء دفاع دول حلف الناتو عبروا أمس ببروكسل عن تصميمهم على مواصلة العمليات العسكرية في ليبيا ''طالما لزم الأمر''. واعتبر هؤلاء أن ''الوقت ليس في صالح العقيد الليبي معمر القذافي الذى فقد كل شرعية، وعليه أن يتخلى عن السلطة''. وذكرت مصادر صحفية ليبية أن ثلاثة انفجارات قوية هزت أمس منطقة تاجوراء بالعاصمة الليبية طرابلس.