مع تحول الجو نحو الحرارة بنهاية موسم الربيع وبداية فصل الصيف ينتاب سكان التجمعات الريفية وسط المحيطات الفلاحية في الطارف هاجس هلاك أبنائهم غرقا بالأحواض المائية للري الفلاحي التي ابتلعت في السنوات الأخيرة عشرات الأطفال غرقا. وناشد سكان وجمعيات الأحياء الريفية بجوار ووسط المحيطات الفلاحية، السلطات المحلية بإلزام الفلاحين على تسييج الأحواض المائية للري الفلاحي للوقاية من حوادث غرق الأطفال الذين عادة ما يقصدون هذه الخنادق المميتة بغرض السباحة في الأيام الساخنة، وهي الظاهرة التي تسببت، حسب الإحصائيات الرسمية المسجلة لدى مصالح الحماية المدنية، في هلاك 103 أطفال تتراوح أعمارهم بين 7 و14 سنة غرقا خلال ال5 سنوات الأخيرة. وتشير نفس الإحصائيات إلى أن الغرقى توفوا في 23 حوضا مائيا للري الفلاحي، و6 أحواض من بقايا ورشات البناء.. وكلها تفتقر إلى الحراسة والوقاية من هذه الحوادث، بينما هلك 17 طفلا من نفس الأعمار غرقا في أحواض الوديان ذات الترسبات بالنفايات الصلبة والأسلاك المعدنية و11 طفل بالمستنقعات المائية ذات الطمي المتوحل. وحسب تقييم للجمعيات المهتمة بالطفولة وحماية حقوقها، فإن المسؤولية مشتركة بين إهمال الأولياء وتهاون الفلاحين والمقاولين، وضعف حملات التوعية والتحسيس بمخاطر هذه الظاهرة التي تحصد سنويا أرواح الأبرياء من الأطفال. وحملت ذات الجهات الجمعوية الجزء الأكبر من المسؤولية للسلطات المحلية التي تتجاهل خطورة ما أصبح يطلق عليها ''خنادق الموت'' رغم انتشار مثل هذه الأحواض المائية دون وقاية على شبكة الطرقات الوطنية والولائية والبلدية، وخاصة المخصصة لري بساتين الطماطم الصناعية وغلال الدلاع والبطيخ وبعض الخضروات الموسمية.