يبحث وزير خارجية فرنسا، ألان جوبي، مع المسؤولين الجزائريين، اليوم وغدا، ستة ملفات تتعلق بالعلاقات الثنائية في جوانبها السياسية والإنسانية والاقتصادية. وسيبلّغ محاوريه بأن الرئيس نيكولا ساركوزي يجدد دعوة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لزيارة باريس، وهي قضية معلّقة منذ عام 2008 بسبب عدم استقرار العلاقات المثقلة برواسب التاريخ المشترك. قالت مصادر دبلوماسية ل''الخبر'' إن زيارة رئيس دبلوماسية فرنسا الذي سيصل إلى الجزائر اليوم، تتناول ستة ملفات أساسية أهمها على الإطلاق الأزمة في ليبيا وتداعياتها على دول المنطقة، وبخاصة الجزائر. وسيشرح ألان جوبي، حسب المصادر، وجهة النظر الفرنسية بخصوص تعامل باريس مع الوضع في ليبيا، وسيستمع من المسؤولين الجزائريين لتحفظاتهم على التدخل الأجنبي بالمنطقة، من منطلق أن ذلك يمس بسيادة البلد ويعطي فرصة للجماعات المسلحة لتجعل من ليبيا ''أرض جهاد''. وسيكون الجدل الدائر حول قصة المرتزقة في قلب هذا الملف، حسب المصادر. وكان جوبي تعاطى مع نظيره مراد مدلسي حول هذا الموضوع. أما الملف الثاني فيتعلق بتطورات الوضع في تونس، وانعكاساته على منطقة المغرب العربي وعلى فرنسا أيضا التي تربطها علاقات إنسانية وتجارية قوية مع تونس. وتقول المصادر إن وجهات نظر البلدين بخصوص تونس متطابقة إلى حد بعيد، خاصة ما تعلق بمساعدة التونسيين على استعادة الاستقرار. ويتصل الملف الثالث بأوضاع الجالية الجزائرية، ولن يفوّت الطرف الجزائري فرصة زيارة جوبي لطرح مسألة التأشيرة وحرية تنقل الأشخاص. وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنارد فاليرو صرّح، مساء الجمعة الماضي، بأن زيارة جوبي ''تعتبر هامة بين بلدين شريكين منذ سنوات طويلة، وهما أيضا لاعبان في جنوب وشمال حوض المتوسط. وهي زيارة هامة أيضا لأن لدينا مع شركائنا الجزائريين سلسلة طويلة من المواضيع السياسية والدبلوماسية مطروحة للبحث''. ويتناول الملف الرابع العلاقات الثنائية في شقها الاقتصادي، حسب المصادر الدبلوماسية التي تفيد بأن جوبي سيتطرق بشكل سريع إلى نتائج الزيارات التي قادت جان بيار رافاران إلى الجزائر، لتذليل العقبات أمام الاستثمارات الفرنسية. فيما سيتطرق الملف الخامس إلى الزيارة الرسمية التي كان يفترض أن تقود الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى باريس عام 2008، وتأجلت لأسباب غير معلنة ثم ألغيت تماما من أجندة الرئيسين. وأفادت المصادر أن جوبي سيجدد دعوة بوتفليقة لزيارة باريس، ويفترض أن تتم قبل انطلاق حملة انتخابات الرئاسة الفرنسية المرتقبة العام المقبل. ويتضمن الملف السادس اتفاقا مبدئيا على برمجة زيارات لوفود وزارية من الجانبين، تتعلق بمسائل تنقل الأشخاص والجالية الجزائريةبفرنسا والهجرة غير الشرعية، إلى جانب قضايا أمنية خاصة بمواجهة تهديدات الإرهاب في الساحل. وفي هذا الإطار، قالت المصادر إن وزير الداخلية كلود غيان قد يزور الجزائر في الخريف المقبل. وحرصت المصادر على التأكيد بأن الطرفين الجزائري والفرنسي، ينظران للزيارة الأولى من نوعها منذ 2005 (فليب دوست بلازي كان آخر وزير خارجية فرنسي زار الجزائر)، على أنها مؤشر لافت لانفراج العلاقات الثنائية المثقلة برواسب الماضي المشترك. وبموافقة الجزائر على زيارة آلان جوبي، فهو تعبير منها، حسب المصادر، على قبوله محاورا وطي صفحة الوزير برنار كوشنير الذي كان سببا في زيادة التوتر في علاقات البلدين بتصريحاته المستفزة تجاه الجزائريين.