أعلن الجيش السوري في بيان له أصدره يوم أمس، أن قواته تواصل مطاردة من وصفهم بجماعات إرهابية مسلحة، وقال بأن الجيش بدأ ''عملية عسكرية محدودة'' في معرة النعمان، لتحريرها من المجموعات المسلحة التي سيطرت على معظم المباني والمؤسسات الحكومية. لكن مقابل محتوى هذا البيان، تحدثت الأخبار القادمة من سوريا نقلا عن شهود عيان، بأن قوات عسكرية سورية مدعومة بالدبابات والعربات المدرعة قد تجمعت بالقرب من بلدة معرة النعمان، وهو ما يعني أن هناك نية واستعدادا لمهاجمتها بنفس الطريقة التي هوجمت بها مدينة جسر الشغور التي هرب كل سكانها منها إما باتجاه الأراضي التركية أو النزوح إلى الحدود في انتظار التطورات التي سيعرفها الصراع. المراقبون لتطورات الأوضاع في سوريا يقولون بأن معركة معرة النعمان ستكون أعنف، وستطول أكثر من نظيرتها في جسر الشغور، على اعتبار أن المسلحين الذين سيطروا على البلدة استولوا وباعتراف سلطات دمشق على أسلحة الأجهزة الأمنية، وهو ما يعطيهم قوة إضافية على مواجهة وحدات الجيش السوري. في ظل هذه الأجواء دعت الحكومة السورية سكان بلدة جسر الشغور الذين هربوا باتجاه الأراضي التركية أو إلى الحدود دون عبورها، والذين تقدر بعض الجهات عددهم بعشرة آلاف نازح، دعتهم للعودة إلى مساكنهم، بعد ثلاثة أيام من تمكن الجيش من السيطرة عليها، وقالت هذه السلطات إن الحياة قد بدأت تعود بالمدينة إلى طبيعتها تدريجياً،. وقالت السلطات إنها طلبت من الهلال الأحمر السوري تنسيق عودة الآلاف من اللاجئين الذين فروا إلى تركيا. سياسيا أعلن مصدر حكومي تركي أن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، استقبل أمس مبعوثا من الرئيس بشار الأسد، وقد جاءت هذه الخطوة السورية بعدما حث أردوغان في مكالمة هاتفية له مع الرئيس الأسد على ''وضع جدول زمني للإصلاحات بالسرعة الممكنة وتطبيقها بسرعة شديدة'' والوقف الفوري كذلك لعمليات قمع المتظاهرين.