عن سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ''صيام ثلاثة أيّام من كلّ شهر صيام الدهر، وأيّام البيض صبيحة ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة'' رواه النسائي. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ''أوصاني خليلي بثلاث لا أدعهنّ حتّى أموت، صوم ثلاثة أيّام من كلّ شهر، وصلاة الضُّحى، ونوم على وتر'' رواه البخاري ومسلم. وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال، قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''وإن بحسبك أن تصوم كلّ شهر ثلاثة أيّام؛ فإن لك بكلّ حسنة عشر أمثالها، فإنّ ذلك صيام الدهر كلّه'' رواه البخاري ومسلم. يُستحب صيام ثلاثة أيّام من كلّ شهر، والأفضل أن تكون الأيّام البيض وهي: الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كلّ شهر قمري. قال ابن القيم رحمه الله تعالى: ''الصوم جُنّة من أدواء الروح والقلب والبدن؛ منافعه تفوت الإحصاء، وله تأثير عجيب في حفظ الصحة، وإذابة الفضلات، وحبس النّفس عن تناول مؤذياتها، ولاسيما إذا كان باعتدال وقصد في أفضل أوقاته شرعًا، وحاجة البدن إليه طبعًا، ثمّ إنّ فيه من إراحة الأعضاء ما يحفظ عليها قواها، وفيه خاصية تقتضي إيثاره، وهي تفريجه للقلب عاجلاً وآجلاً، فهو أنفع شيء لأصحاب الأمزجة الباردة والرطبة، وله تأثير عظيم في حفظ صحتهم''. وإنّ للصيام فضائل وفوائد، نذكر منها ما يلي: للصائمين باب لا يدخل منه أحد غيرهم: عن سهل بن سعد عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ''إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصّائمون يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَا يَدْخُلُ مَعَهُمْ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ أَيْنَ الصّائمون فَيَدْخُلُونَ مِنْهُ، فَإِذَا دَخَلَ آخِرُهُمْ أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ'' متفق عليه. رائحة فم الصائم أطْيَب عند الله من ريح المسك: قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ''والّذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لخلوف فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ'' متفق عليه. له فرحة عند فطره: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الْحَسَنَةُ بعَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إلّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شهوته وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ، ولخلوف فِيهِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ'' رواه مسلم. الصوم يهذِّب النّفس ويدرّبها على الجوع والعطش والصبر، وكذلك الإحساس بأحوال إخواننا المسلمين اللذين لا يجدون ما يأكلون ولا ما يشربون. إنّ الصّائم ينوي بصومه احتساب الأجر عند الله على الصبر بالصيام، قال الله تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصّابرون أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} الزمر:.01 وللصّائم عند فطره دعوة لا تُردّ. الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة: عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ والشّهوات بِالنَّهَارِ فشفّعني فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فشفّعني فِيهِ، قَالَ: فيشفّعان'' رواه الإمام أحمد.