فضلت أغلب الشركات المنتجة للتبغ في الجزائر رفع أسعار السجائر في السوق الوطنية بنحو 10 دنانير للعلبة الواحدة للمحافظة على هامش أرباحها، بعد تسجيل زيادة في تكلفة شراء المواد الأولية في الأسواق الدولية. وقد سجل المستهلكون أن العلامات الخاصة بالسجائر أصبحت تعرض منتجاتها في السوق الوطنية بأسعار مرتفعة بنحو 10 دنانير للعلبة الواحدة. هذه الحال عرفتها علب السجائر لعلامات ''أل أم'' التي أصبحت تعرض ب120 دينار مقابل 110 دينار، و''غولواز'' ب130 مقابل 120 دينار، و''مارلبورو'' ب 150 دينار مقابل 140 دينار، و''كامل'' ب150 دينار مقابل 140 دينار، و''واست'' ب110 دينار مقابل 100 دينار، و''وانستون'' ب120 دينار مقابل 110 دينار. غير أن العلامة الأجنبية الوحيدة التي تجنبت الزيادة في السعر هي ''روثمانس'' التي حافظت على سعر علبة سجائرها في مستوى 100 دينار لتضاف إلى العلامة الوطنية ''ريم'' المعروضة بسعر لم يتغير ومحدد ب90 دينارا للعلبة. وفي غياب المبررات الوطنية للزيادة في سعر هذا المنتوج، خاصة وأن هذه المنتجات لم تخضع في قوانين المالية الجديدة لارتفاع في الرسوم، شدد مصدر عليم من شركة عالمية لإنتاج التبغ في الجزائر -رفض الكشف عن هويته- في اتصال مع ''الخبر''، أن الزيادة في الأسعار تعد أمرا منطقيا، من باب أن تكلفة المواد الأولية المستوردة قد ارتفعت. فأسعار ورقة التبغ والورق وحتى مصفاة السيجارة سجلت ارتفاعا ملموسا في الأسواق الدولية، ومن الطبيعي أن تلجأ الشركات المنتجة للتبغ إلى الرفع من أسعار السجائر للحفاظ على هامش الربح. وأضاف أنه لا يوجد أي سبب محلي يدفع إلى اتخاذ قرار الزيادة ما دام أن قانون المالية التكميلي للسنة الجارية، والذي يعد إطارا لإصدار الرسوم والضرائب، لم يتبن أي إجراء جبائي جديد. أما بخصوص علامة ''روثمانس'' التي لم تطبق الزيادة في السعر، فقد رأى المتحدث أنه من المؤكد أن هذه الشركة تبحث على تحقيق حصة أكبر في السوق الوطنية مقابل التنازل عن جزء من أرباحها نظرا لسياسة مغايرة لباقي الشركات النشطة في السوق الوطنية. ويشار إلى أن دراسة ''أورو مونيتور الدولية'' أجريت السنة الماضية، تفيد بأن سوء تطبيق القوانين المضادة للتدخين في الجزائر سيحفز قطاع إنتاج التبغ، وأضافت أن الزيادة في الإنتاج الوطني للتبغ علاوة على جهل الممنوعات في التدخين وقواعد بيع السجائر وغياب العقبات القانونية لتقليص مبيعات التبغ، يجعل الجزائر سوقا واعدة لأغلب العلامات العالمية.