الحديث مع الجناح الطائر لشبيبة القبائل في ثمانينيات القرن الماضي سعيد بلحسن، كان شيقا، حيث كشف في هذا الحوار عن علاقته مع خالف واعترافه بالبولوني زيفوتكو وحكايته مع الفريق الوطني، وكيف أصبح يلقب ب''تشيبالو''. تركت الشبيبة مضطرا بسبب خلافي مع خالف يعود سعيد بلحسن 34 سنة إلى الوراء، ويتذكر أنه لم يمر على الأصناف الصغرى، إذ بدأ مع أواسط شبيبة القبائل سنة 1977 ''كنت ألعب مع الأواسط وأتابع باهتمام مشوار الفريق الأول الذي حقق ذلك العام البطولة والكأس. وفي العام الموالي تمت ترقيتي للفريق الأول ولم أصدق أنني سأكون بجانب النجوم على غرار عيبود، حناشي، باريس، بايلاش، دالي وأسماء لامعة''. وأضاف ''كان المدرب البولوني زيفوتكو يقحمني تارة لبعض الدقائق ومرات ألعب شوطا، قبل أن أصبح أساسيا بمرور الوقت''. وقال بأنه غادر الفريق بعد خلافه مع المدرب خالف، ''لأن شخصيتي وكرامتي لم تسمح لي بقبول بعض التنازلات. كان يفضل بعض اللاعبين الآخرين، لهذا اخترت الانسحاب في صمت''. وأشار بلحسن قائلا: ''بعد رحيلي من شبيبة القبائل، علم الوالي السيد أحمد الغازي بالأمر، واقترح علي أحد أصدقائه اللعب في وداد تلمسان الذي كان يقوده المدرب القدير عبدالقادر بهمان رحمه الله، حيث إن الوالي كان على علم أنني كنت أحتاج إلى مسكن وكان مستعدا أن يوفر لي ذلك مقابل اللعب في الوداد، لكني تخوفت واخترت تيارت قبل أن أعتزل في سن ال 28 عاما''. منحت كل شيء للشبيبة وهي لم تمنحني شيئا وعاد الجناح الأيمن السريع للقبائل، للحديث عن الإنجازات التي حققها مع ''الكناري''، حيث قال ''حققنا كل شيء لأننا في الثمانينيات كنا نسيطر بالطول والعرض وتوّجنا حتى بكأس إفريقيا العام .81 لكن رغم أنني ساهمت في هذه الإنجازات، فإنها لم تمنحني أي شيء وأتحدى أي شخص أن يثبت العكس. أتذكر أننا كنا نتلقى منحة 200 دينار مقابل الفوز في ملعبنا و300 دينار في الخارج. عندما توّجنا بالتاج الإفريقي جمع لنا محيط الفريق وبعض المحبين من وهران وفي الخارج الأموال، من أجل تسليم منحة الفوز بكأس إفريقيا. أتذكر أن الأساسيين تحصلوا على 10 آلاف دينار والبدلاء على 5 آلاف، ومنحتنا شركة إينيام مكيفات هوائية كانت تباع حينها ب4 آلاف دينار''. كنت مطلوبا في باريس سان جرمان ونانسي وتلقى سعيد بلحسن عدة عروض، من ناديي نانسي وباريس سان جرمان الفرنسيين. ''لقد تابع رئيس الفريق بوريلي إحدى المباريات الاستعراضية في قاعة ''بارسي'' وعرض علي اللعب في سان جيرمان، لكن القوانين حرمتني من ذلك. والحقيقة أنني لم أكن متحمسا لأنني كنت متعلقا ''بالبلاد''. ولو كنت أعرف أن الكرة ستصبح هكذا، فإنني كنت سأقبل اللعب حتى في اليابان''. شطبي من القائمة قبل مونديال إسبانيا وراء رفضي تلبية دعوة المنتخب اعترف سعيد بلحسن أنه لم يكن متحمسا للعب في الخضر لعدة اعتبارات، منها أنه كان خجولا ومنعزلا، رغم أنه كان يتلقى دعوات الناخب الوطني. ''وأتذكر أن الأمين العام للشبيبة موساوي هو الذي نصحني بالاستجابة حتى لا أعاقب وهو ما حدث، حيث كنت مع المنتخب الذي شارك في نهائيات كأس إفريقيا بليبيا وكنت ضمن المجموعة التي كانت حضرت لمونديال ,1982 قبل أن يتم شطب أسمائنا نحن المحليين وهو ما حملني على عدم التفكير في اللعب للخضر''. كنت معجبا بهدفي ميلود وهذه هي حكايتي مع ''تشيبالو'' ويقول بلحسن إنه لم يكن متخوفا من أي مدافع ''باستثناء واحد تأثرت بطريقة لعبه رغم أنه كان في نهاية مشواره، هو المرحوم ميلود هدفي الأنيق وصاحب الشخصية المحترمة، ومن سماه ''قيصر إفريقيا'' لم يخطئ''. أما بخصوص تسمية ''تشيبالو''، فيؤكد المتحدث أن أحد الأصدقاء رحمه لله عندما كان يشاهدني ألعب الكرة في سن صغيرة، سماني ''تشيبالو'' التي أصبح الجميع يناديني بها''.