سيف الإسلام: لدينا اتصالات مع إسلاميي المجلس الانتقالي بدأت تبعات مقتل اللواء عبد الفتاح يونس تظهر في بنغازي بعد أيام قليلة فقط، حيث دعا ائتلاف السابع عشر من فيفري إلى إقالة بعض الوزراء في المجلس الانتقالي، بينما تعهدت قبيلة القائد العسكري الراحل لقوات المعارضة الليبية بتطبيق العدالة بنفسها. ويحدث هذا في وقت قال رئيس نيكاراغوا دانييل أورتيغا، أول أمس بعد لقاء مع موفد عن العقيد القذافي، إن هذا الأخير مستعد لتنظيم انتخابات لحل الأزمة في البلاد شرط توقف عمليات القصف التي يشنها حلف شمال الأطلسي. في بنغازي، لا تزال الأوضاع متوترة بعد مرور أسبوع على مقتل الرجل القوي عبد الفتاح يونس، خصوصا وأن المجلس الانتقالي لم يكشف بعد عن الجهة التي اغتالت اللواء المنحدر من قبيلة العبيدات. وقد دفعت هذه الضبابية عائلة عبد الفتاح يونس إلى إطلاق تهديدات بتطبيق العدالة بطريقتها الخاصة، حسبما جاء على لسان أحد أبناء اللواء عبد التفاح يونس، الذي قال ''إذا لم يحقق لنا المجلس الوطني الانتقالي العدالة.. وإذا لم يحقق لنا القضاء الدولي العدالة، فسنترك الأمر للقبيلة كي تحقق لنا العدالة''. وبموازاة ذلك، تحرك ما يسمى بائتلاف السابع عشر من فيفري الذي أعلن التمرد في بنغازي، ليطالب بإقالة المتسببين في مقتل عبد الفتاح. وذكر بيان صادر عن هؤلاء أسماء كل من علي العيساوي المكلف بالشؤون الدولية في المجلس الانتقالي، والقاضي جمعة الجزاوي العبيدي الذي استدعى اللواء يونس لاستجوابه، وكذا وزير الدفاع جلال الدغيلي ونائبه فوزي أبو كتف، اللذين ''اختارا مغادرة البلاد بعدما علما باعتقال اللواء يونس''. وتشير هذه التفصيلة الصغيرة المتصلة بهروب الدغيلي وأبوكتف إلى تورطهما على ما يبدو في عملية الاغتيال. وفي أحدث تصريح لنجل القذافي، سيف الإسلام، كشف المتحدث لصحيفة ''نيويورك تايمز'' الأمريكية عن اتصالات مع الإسلاميين في المجلس الانتقالي، وذكر بالاسم علي الصلابي. وقال سيف الإسلام إنه جرى الاتفاق مع المتمردين الإسلاميين للتخلص من المعارضة العلمانية. وأكد سيف الإسلام أنه فاوض على اتفاقية مع علي الصلابي، الأمر الذي أكده الصلابي للصحيفة الأمريكية، حيث قال إن سيف الاسلام أجرى ''مناقشات كثيرة مع المعارضة، وأول ما تم مناقشته هو تخليهم عن السلطة''، لكن الصلابي نفى أمس بعد نشر المقابلة الصحفية أي اتفاق مع سيف الإسلام. وكشف سيف الإسلام من جهة أخرى أيضا أن معسكر القذافي التقى مرتين مع اللواء عبد الفتاح يونس في إيطاليا قبل مقتله. وقال ''قلنا له.. ستقتل في نهاية الأمر لأنك تلعب مع الأفاعي.. فأجاب هذا هراء''. ميدانيا، وفي اليوم الرابع من شهر رمضان، قصفت طائرات حلف الناتو في ساعة مبكرة من صباح الخميس منطقة تاجوراء شرقي العاصمة طرابلس، وأدى قصف مدينة زليتن أيضا إلى مقتل عائلة ليبية مكونة من أم وابنيها. وقد نفذ الناتو أول أمس 123 طلعة جوية، 58 منها كانت بغرض تحديد أهداف وضربها لاحقا. في حين سحبت باريس حاملة الطائرات شارل دوغول من أجل الصيانة كما تقول، وتعهدت بمواصلة القتال في ليبيا، حسبما أعلن عنه وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغي. كما أعلن حلف الناتو عن السماح بدخول باخرة إلى بنغازي محملة بالوقود. وفي واشنطن، أكد مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية أنها وقعت قرارا بتسليم مقر السفارة الليبية في واشنطن إلى المجلس الانتقالي الذي اعترفت به الإدارة الأمريكية ممثلا شرعيا للشعب الليبي.