تفوقت على غيريتس واخترت كأحسن مدافع في مونديال 82 ارتبط اسم شعبان مرزقان بالجيل الذهبي لكرة القدم الجزائرية بما فعله في مونديال اسبانيا، لكن ارتبط أيضا بمشاكله مع المسؤولين والحكام وحتى اللاعبين كلاعب ثم كمدرب لدرجة وصفه بالمتمرد والمتهور والعنيف. صفات رفضها اللاعب الدولي السابق عند نزوله ضيفا في ركن ''نوستالجيا''. نشأ شعبان مرزقان في عائلة كروية، فشقيقاه الهادي ومحمد اللذين يكبرانه سنا لعبا الكرة، لكنهما كانا أقل موهبة منه. ونمت موهبة شعبان وتفتقت في شوارع حسين داي بالجزائر العاصمة التي كانت تشهد يوميا ماراطونا من المباريات بين الأحياء، قبل أن يوقّع لفريق القلب نصر حسين داي في فئة الأصاغر بعد تجربة قصيرة في نادي الحليب مع صديق العمر رابح ماجر. وفي مدرسة حسين داي لفت الصغير شعبان الأنظار بقدراته الفنية والبدنية التي جعلته يتدرج بشكل سريع عبر مختلف الفئات حتى فئة الأكابر مع المدرب الفرنسي سنيلا وهو لم يتجاوز بعد 17 سنة، لتكون أول مباراة مهمة له أمام العميد. ويبقى مرزقان فخورا بما حققه في تلك الفترة ''كنت مع جيل مميز من اللاعبين تدرجنا مع بعض مثل ماجر، آيت الحسين، لعزازي وغيرهم وشاركت في 5 نهائيات متتالية خلال تلك السنوات نلت إثرها كأسين للأشبال والأواسط أمام رائد غرب وهران ومولودية الجزائر، ثم توجت بكأس الجزائر على حساب القبائل لدى الأكابر ثم خضت نهائي كأس إفريقيا للأندية الفائرة بالكؤوس ضد حوريا كوناكري وأخيرا نهائي كأس إفريقيا للأمم 1980 أمام نيجيريا مع المنتخب الوطني هذه المرة''. ''لو يعود بي الزمن سأكرر ما فعلته في سبليت وصورة المشنقة صدمت المسؤولين'' هذا ما قاله لنا شعبان مرزقان في سؤال عن رد فعله لما يعيد مشاهد ما قام به في مواجهة المنتخب الوطني أمام يوغسلافيا خلال دورة ألعاب المتوسط لسنة 1979 لما اعتدى على لاعب منافس وحمل راية التماس للدفاع عن نفسه ''لو يعود بي الزمن كنت سأكرر نفس ما فعلته هناك، أنا شخص وطني ولم أكن أقبل أبدا أن يمس أحد بلدي بسوء وما قمت به كان رد فعل ورد اعتبار قبل كل شيء'' يقول محدثنا الذي سألناه أيضا عن صور ومشاهد أخرى ارتبطت به وجعلته يقدم للجميع في صورة اللاعب المتهور والمتمرد، منها صعوده فوق العارضة في نهائي الكأس أمام القبائل 1979 والصورة التي أخذها أمام حبل المشنقة التي صنعها بنفسه وردد يقول ''أعتقدت أني سبقت بسنوات الحارس المصري الحضري وبعده صايفي بالصعود فوق العارضة وهو ما فعلته تلقائيا للتعبير عن فرحتي بذلك الفوز الكبير، أما الصورة الثانية فقد أخذتها للرد على كل حملات الانتقاد التي طالتني في تلك الفترة من مسؤولين في الدولة والحزب الواحد، لدرجة أن أحد الوزراء وصل به الأمر أن طلب مني نزع الضمادة التي كنت أضعها على رأسي خلال المباريات وهو ما رفضته، الصورة كانت رسالة مني وأعتقد أنها صنعت الحدث وقتها وصدمت كثيرين خاصة في عهد الحزب الواحد وغياب حرية التعبير''. ''يكفيني فخرا أني تفوقت على غيريتس وجونيور ولم أندم على الاحتراف'' قضى شعبان مرزقان عشرية كاملة مع المنتخب الوطني، منذ أول دعوة وصلته مع المدرب مخلوفي بعد الألعاب الإفريقية لغاية مشاركته في نهائيات كأس أمم إفريقيا 1988 أين كان آخر ظهور له. وتبقى مشاركته في نهائيات مونديال اسبانيا 1982 وما فعله بالخصوص في المباراة التاريخية أمام الألمان العنوان الأبرز لمسيرة مرزقان الدولية، فطلعات ابن حسين داي أمام بريتنر وكارلتز وغيرهما بقيت محفورة في الذاكرة ''ما يمكنني قوله أني فخور أكثر بكوني اخترت وقتها كأفضل مدافع في ذلك المونديال على حساب البلجيكي ايريك غيريتس والبرازيلي جونيور'' يقول مرزقان الذي على عكس صديقه ماجر وزميله عصاد لم يستغل فرصة لقاء رئيس الجمهورية وقتها الشاذلي بن جديد ليطلب منه ترخيصا خاصا بالاحتراف ''بعد المونديال وصلتني عروض بالجملة من أندية أوربية لكني لم أكن أفكر في الاحتراف ولم تكن لدي الشجاعة لأفعل ما فعله ماجر الذي وصل به الأمر للتهديد بتوقيف مسيرته الكروية لو لم يحصل على ترخيص بالاحتراف وتجاوز قانون تحديد الاحتراف ب28 سنة الذي كان متعاملا به في ذلك الوقت'' صرح لنا مرزقان الذي بعد كل هذه السنوات يشدد على أنه لم يندم على عدم حصوله على فرصته في اللعب أوروبيا ''أنا أعشق الجزائر، لم ولن أتصور نفسي أعيش في بلد آخر، لم يكن ينقصني شيء في بلدي، ولم أندم على بقائي فيه'' ختم مرزقان حديثه.