عمير بن سعد بن عبيد الأنصاري، رضي الله عنهما، الّذي بايع الرّسول صلّى الله عليه وسلّم وهو لازال غلاماً، وأبوه هو الصحابي الجليل سعد القارئ رضي الله عنه. ومنذ أسلم عمير وهو عابد لله سبحانه، تجده في الصف الأوّل في الصّلاة والجهاد، وما عدَا ذلك، فهو معتكف في بيته، لا يسمع عنه أحد، ولا يراه النّاس إلاّ قليلاً. اشتهر بالزُّهد والورع، كان صافي النّفس، هادئ الطبع، حسن الصفات، مشرق الطلعة، يحبّه الصّحابة ويأنسون بالجلوس معه. ويواصل عمير حياته على هذه الحال حتّى تأتي خلافة الفاروق عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، ويبدأ في اختيار ولاته وأمرائه، فاختار أمير المؤمنين عُميراً ليكون والياً على حمص، وحاول عمير أن يعتذر عن هذه الولاية، لكن عمر بن الخطاب ألزمه بها. لقد وصف الصحابة، رضوان الله عليهم، عمير بأنّه نسيج وحده (أي شخصيته متميزة فريدة من نوعها)، وكان عمر محقًّا أيضاً حينما قال: وددتُ لو أن لي رجالاً مثل عمير بن سعد أستعين بهم على أعمال المسلمين. وظلّ عمير بن سعد، رضي الله عنهما، مقيماً بالشام حتّى مات بها في خلافة عمر رضي الله عنه، وقيل في خلافة عثمان رضي الله عنه.