تعرض مقر مطبعة ''الخبر'' و''الوطن'' الكائن بعين النعجة ببلدية جسر قسنطينة ليلة أول أمس لمحاولة تخريب نفذها بعض الشباب بالرشق بالحجارة، وقد مكن التدخل السريع لعمال المطبعة وكذا سكان حوش مقنوش من إفشال هذه المحاولة. وحسب المعلومات المستقاة من عين المكان، فإن عملية التخريب هذه كانت تستهدف أيضا مقر شركة ''سيال'' والشركة العمومية لتحويل وتطبيق الألمنيوم بعد قطع الطريق المؤدي إلى حي عين النعجة وإضرام النار في العجلات المطاطية، وهذا احتجاجا على إقصائهم من برنامج إعادة الإسكان الذي شرعت فيه مصالح ولاية الجزائر بعد العيد. تنقلت أمس ''الخبر'' إلى حوش مقنوش بجسر قسنطينة، واقتربت من أقدم حي سكني بالمنطقة، والذي لم تدرجه ولاية الجزائر ضمن برنامج إعادة الإسكان، بل على العكس أصبح يستقبل بحكم إنجاز أحياء سكنية جديدة به عشرات العائلات، وقال لنا سكان حي الشهيد مصطفى مقنوش المعروف باسم حوش جرمان في جسر قسنطينة، بأنهم ضاقوا ذرعا من وعود السلطات المحلية، وكل يوم يمر عليهم يجدون أنفسهم محاصرين وسط عشرات الأحياء السكنية الجديدة تستقبل العائلات من كل بلديات ولاية الجزائر. وتساءل هؤلاء كيف تمكنت ولاية الجزائر في ظرف سنتين من إعادة إسكان أزيد من 8 آلاف عائلة بوسط حي مقنوش، بينما عجزت عن إعادة إسكان 300 عائلة تقطن هذا الحي السكني الذي يعود تاريخ إنشائه إلى عهد الاستعمار الفرنسي يوم كان الحي تابعا لمستثمرة فلاحية يملكها أحد المعمرين الذي يسمى جرمان، فسمي الحي باسمه بعد استقلال الجزائر. ويروي السكان ل''الخبر'' معاناتهم مع مسؤولي بلدية جسر قسنطينة بدءا من منحهم قرارات استفادة من قطع أرضية بذات الحي دون أن يتمكنوا من إنجاز بنايات فيها، وتبين بأنها قرارات وهمية، وصولا إلى متابعتهم قضائيا من قبل المجلس البلدي أمام محكمة حسين داي التي أصدرت أحكاما قضائية في حق السكان بتهمة التعدي على الملكية العقارية والبناء دون رخصة بدعوى أن القطعة التي شيد فيها هذا الحي أرض فلاحية. ولعل ما أثار حفيظة السكان هذه المرة هو المعاملة التمييزية التي يتلقونها من المرحلين الجدد، حيث قال شباب هذا الحي بأن البعض منهم طلب منا الرحيل، فيما هددهم آخرون بتهديم هذا الحي فوق رؤوسهم، مع أن حوش جرمان متواجد قبل 50 عاما، والأغرب من ذلك -يقول هؤلاء- هو رفض كل من مدير مدرسة حوش مقنوش الابتدائية ومدير إكمالية محمد زواوي تسجيل أبناء هذا الحي بدعوى أن المقاعد البيداغوجية في المؤسستين مخصصة لأبناء الأحياء السكنية الجديدة، وعلى سكان الحوش سوى تسجيل أبنائهم في المؤسسات التربوية الواقعة في عين النعجة. ويؤكد عبد الرحمن، أحد شباب الحي، بأن تحركهم هذه المرة كان ''بدافع لفت انتباه السلطات المعنية بضرورة تحسين مستوانا المعيشي والتفكير جديا هذه المرة في إعادة إسكاننا''، قائلا ''هذه المرة ماراناش حابسين''، ويضيف عبد الرحمن ''أن قطع الطريق هي الوسيلة الوحيدة التي تفهمها السلطات التي وعدت للمرة الألف بإمكانية ترحيلنا في أفاق .''2014 ويرى شاب آخر من نفس الحي بأن الأمل كان معقودا على قائمة السكن الاجتماعي لبلدية جسر قسنطينة، حيث تم توزيع 200 مسكن مؤخرا، ولم تتضمن تلك القائمة ولا عائلة واحدة من حوش مقنوش، ولفت ذات المتحدث بأن إقدام شباب الحي على قطع الطريق ليلة الأربعاء لا علاقة له بما يسمى بانتفاضة 17 سبتمبر، ولا بدعوات التحريض التي تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي فايس بوك، موضحا بأن ''مطالبنا اجتماعية وفقط''، ليشير في الأخير ''إننا لم نستهدف مقر مطبعة -الخبر- التي تبقى جريدة نحترم فيها الصدق والمصداقية''.