إنّ الحجّ إلى بيت الله الحرام أحد مباني الإسلام، وهو فرض لازم محتوم على كلّ مسلم مستطيع في العمر مرّة، وكذلك العمرة. قال الله تعالى: {... ولله على النّاس حجُّ البيتِ مَن استطاعَ إليه سبيلاً...} آل عمران .97 وقال لخليله إبراهيم عليه السّلام: {وَأَذِّن في النّاس بالحجِّ يأْتُوك رجالاً وعلى كلّ ضامِرٍ يأتين من كلّ فجٍّ عميق. لِيشْهَدوا منافع لهم ويذكُروا اسْمَ اللهِ في أيّام معلوماتٍ على ما رزَقَهُم من بهينة الأنعام فَكُلُوا منها وأطْعِموا البائِس الفقير. ثمّ لِيَقْضُوا تَفَثَهُم وَلْيُوفوا نُذُرَهُم وَلْيَطَّوَّفُوا بالبيت العتيق. ذلك ومَن يُعظِّم حُرمات الله فهو خيرٌ له عند ربِّه...} الحج 27 .30 وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله، وإقام الصّلاة، وإيتاء الزّكاة، وحجُّ البيت، وصومِ رمضان'' متفق عليه. وقال عليه الصّلاة والسّلام: ''مَن ملك زاداً ورحالةً، ثمّ يحُجُّ، فلا عليه أن يموت يهوداً أو نصرانياً'' أخرجه الترمذي. وفي هذا نهاية التّشديد على مَن يترك الحجّ مع الاستطاعة، فلا ينبغي للمؤمن أن يؤخّر ويتكاسل ويُسوِّف ويتعلّل بالأعذار من سنة إلى سنة، وهو مع ذلك مستطيع، وما يدريه لعلّ الموت ينزل به، أو تذهب استطاعته، وقد استقرّ الحجّ في ذمّته لتمكّنه، فيلقى الله تعالى عاصياً آثماً.