كشفت زينب علي بن علي، أستاذة في الأدب الفرنسي بجامعة باريس 8، أن مختلف أبحاثها ودراساتها المنجزة حول ملكة الأمازيغ، قادتها إلى الجزم بأن الكاهنة لم تعتنق يوما الديانة اليهودية، ولا حتى المسيحية، إنما كانت ملحدة في معظم مراحل حياتها، بدليل أنها لم تكن مقيدة بتعاليم جميع الديانات التي تؤمن بعقيدة الإله الواحد، وذلك خلال مداخلة ألقتها بمناسبة فعاليات الأيام الدراسية حول الملكة البربرية ديهية المعروفة باسم ''الكاهنة''، والتي احتضنتها دار الثقافة مولود معمري بتيزي وزو، أول أمس. كما ركّزت المتدخلة على عدم عداء الملكة الكاهنة للديانة الإسلامية، مردفة أنها قاومت فقط الجيوش العربية التي اقتحمت معاقلها بالأوراس، وقادت معارك طاحنة ضد القائد العربي حسان بن النعمان، الذي مني بهزيمة على يد الملكة ديهية، وأجبرته على الرجوع إلى ما وراء الحدود الجزائرية. من جهته، عدد الأستاذ بولعراس خميفي، مختص في التاريخ الإسلامي، المراحل التي ميّزت حياة ملكة الأمازيغ، حيث قال عنها إنها كانت في غاية الذكاء أثناء مجابهتها للجيوش العربية، واعتمدت على إستراتيجية الأرض المحروقة التي مارسها الاستعمار الفرنسي أثناء غزوه الجزائر، وعلى سياسة قطع المياه والتحكم في هذه الثروة الحيوية. كما ركزت أيضا على أسلوب المطاردة وأن جيوشها كلّها من طبقة الفرسان، ناهيك عن استثمارها في الإرهاق البدني والنفسي الذي طال الجيوش العربية لإلحاق هزائم بهم وإرغامهم على التراجع إلى الوراء. كما أكد المتحدث أن يهودية الملكة كانت من نسج أهل الديانة اليهودية، الذين أرادوا استغلال شخصية هذه المرأة الجميلة والشجاعة.