طالب دفاع متهمين ورد اسماهما في حادثة اختطاف السياح الأوروبيين، في العام 2003، بإحضار مدبر ومنفذ العملية، عماري صايفي، الموجود في الحبس المؤقت بسجن سركاجي حاليا. لكن رئيس الجلسة رفض، فأعلن الدفاع انسحابه محتجا على الرفض، فاضطر القاضي إلى تأجيل الفصل في الملف إلى 16 جانفي المقبل. فتحت محكمة الجنايات بالعاصمة، أمس، ملف الرعية الترفي المالي، يوسف بن محمد، والجزائري عمار غربية اللذين رحلتهما سلطات التشاد إلى الجزائر، العام الماضي، بعد أن تسلمتهما من جماعة انفصالية احتجزتهما عدة سنوات، بمناسبة وقوع أكثر من 30 عضوا في جماعة ''البارا'' في صحراء الساحل بين أيدي عناصرها. وسأل رئيس الجلسة بن غربية، المكنى ''مقاتل أبو جبل''، إن كان سبق وأن تعرض للمتابعة القضائية في وقائع أخرى، فقال إنه قضى مدة عام ونصف العام في السجن، بناء على متابعته بمحكمة خاصة مطلع التسعينات. وهي محاكمة أسستها الدولة لمحاكمة الضالعين في قضايا الإرهاب. أما يوسف بن محمد، المكنى ''أبو يوسف''، فسأله القاضي عن مكان وتاريخ مولده، فأجابه بأنه يسكن في جنوب كيدال (شمال مالي)، التي حسبها القاضي منطقة موجودة بالجزائر. وبمجرد أن انتهى رئيس الجلسة من أسئلته الافتتاحية التي تطرح على كل المتهمين، بادر أمين سيدهم، محامي غربية، إلى تقديم طلب للقاضي بإحضار عماري صايفي، المعروف ب''عبد الرزاق البارا''. وقال للقاضي: ''إن حضور هذا الشخص ضروري وسيفيد المحكمة كثيرا، فهو الرأس المدبر لحادثة اختطاف السياح الأوروبيين الشهيرة التي وقعت بالصحراء، العام 2003، ونحن متمسكون سيدي القاضي بإحضاره كشاهد''. ورد عليه رئيس الجلسة: ''إذا كان هذا الشاهد المزعوم غير مسموع (بمعنى أن قاضي التحقيق لم يسائله في القضية)، فإنني أترك سلطة التقدير لممثل النيابة''. ورمى ممثل النيابة بالكرة في مرمى القاضي تاركا له التقدير. وانسحبت هيئة المحكمة للتشاور حول طلب الدفاع. وبعد حوالي 20 دقيقة، عاد القاضي ومستشارتيه وممثل الحق العام إلى القاعة للإعلان عن رفض الطلب، على أساس أن ''البارا'' لم يخضع للتحقيق. وقرر الدفاع، المتكون من حسيبة بومرداسي وسيدهم، الانسحاب. ثم سأل القاضي المتهمين إن كانا يريدان المحاكمة على أن يستفيدا من محام تعينه المحكمة، فرفضا معلنين التمسك بدفاعهما. ثم انسحبت هيئة المحكمة من جديد، وعادت بعد دقائق للإعلان عن تأجيل القضية إلى 16 جانفي من العام الجديد. وذكر سيدهم، بعد رفع الجلسة، بأن الوقائع المتضمنة في الملف مبنية على صايفي المعروف أيضا ب''أبي حيدرة الأوراسي''. وأوضح بأن أوراق الملف تفيد بأنه هو من خطط ونفذ لحادثة اختطاف السياح، وتلقى مقابل الإفراج عنهم مبلغا محترما بالعملة الأوروبية الموحدة. وأضاف سيدهم: ''كان على قاضي التحقيق سماعه بما أن مكانه معروف الآن (سجن سركاجي) عكس ما كان يقال لنا في وقت سابق بأن القضاء لا يعلم أين يوجد، وكان على قاضي الجلسة طلب تحقيق تكميلي باستدعائه كشاهد، ليوفر محاكمة عادلة للشخصين المتابعين''، اللذين كانا عضوين في جماعة ''البارا'' في الصحراء. ومعروف بأن محامي عدة متهمين بالإرهاب طالبوا بحضور ''البارا'' أثناء المحاكمات، لورود اسمه في كل القضايا التي تتعلق بالإرهاب في الصحراء. وتقول مصادر قضائية إنه متابع في 17 قضية. وقد وجه له قاضي التحقيق عدة تهم، وأودعه الحبس المؤقت في مارس الماضي.