أثار عماري صايفي الشهير ب''البارا''، أمس، جدلا كبيرا بمجلس قضاء العاصمة عندما رفض محامو شخص متهم في قضية اختطاف السياح الأوروبيين، المرافعة ما دام المحكمة لم تحضر ''البارا''. وبحسب الدفاع، لم يعد هناك أي مبرر لاستمرار رفض إحضاره، طالما أنه يوجد في سجن سركاجي بالعاصمة منذ مارس الماضي. عاد ملف ''البارا'' إلى الواجهة من جديد، بمناسبة محاكمة أحد أتباعه السابقين، أمس بمحكمة الجنايات بالعاصمة، وهو عمر فراح المسجون منذ قرابة تسع سنوات لضلوعه في قضية اختطاف السياح الأجانب بصحراء الجزائر في فيفري .2003 وبدا منذ اللحظات الأولى لانطلاق المحاكمة، أن القاضي كان يعلم بأن دفاع المتهم سيطالب بإحضار صايفي لسماعه كشاهد. فقد قال للمحامين ''هل أنتم مستعدون للمرافعة أم ستطالبون بإحضار البارا؟''. وصرحت المحامية حضرية خنوف أن الدفاع متمسك بالاستماع للبارا كشاهد في القضية، طالما أن وثائق الملف تتحدث عن صلات بينه وبين عمر فراح أثناء نشاطهما المسلح، بمعاقل ''البارا'' في باتنة وفي الصحراء الكبرى. وقالت المحامية ل''الخبر''، إن القضاة ''دأبوا على رفض إحضار البارا خلال مرات عديدة مثل فيها أمامهم، بذريعة أن شخصا بهذا الاسم غير موجود لدى جهاز القضاء، لكن الوزير صرح في مارس الماضي بأن المعني موجود في الحبس المؤقت بسركاجي بأمر من قاضي التحقيق. وبذلك يفترض أن حجج رفض إحضاره سقطت ونحن بحاجة إلى شهادته لإظهار الحقيقة''. ولما تأكد القاضي من إصرار الدفاع على موقفه، أمر بتأجيل الفصل في القضية إلى دورة الجنايات القادمة، وسيتم ذلك على الأرجح في جوان المقبل. ومعروف أن النائب العام بالعاصمة كان دائما يقول بأن قوائم المساجين بالمؤسستين العقابيتين سركاجي والحراش، لا تتضمن شخصا اسمه عماري صايفي. ورفض القاضي في 17 مارس الماضي، نفس الطلب لما وقف فراح أمامه للمرة التاسعة. وانسحب الدفاع معلنا امتناعه عن المشاركة في جلسة المحاكمة ما لم يحضر ''البارا'' الذي يرد اسمه في الملف، في إطار مجموعة من الهاربين من القضاء تتكون من أربعة أشخاص آخرين. أما فراح المكنى ''أسامة'' فيحاكم مع موقوف آخر اسمه ياسين عيساني. وترى المحامية خنوف أن موكلها لا علاقة له بالوقائع المذكورة في الملف، على أساس أن حادثة اختطاف السياح الأوروبيين المتابع بسببها، وقعت في فيفري 2003 فيما يوجد فراح في السجن منذ ديسمبر 2002 (اعتقل في اشتباك مسلح مع الجيش في الصحراء) ''فلا نرى إذن أية صلة له مع اختطاف السياح''. ويحتج دفاع المتهم على طول مدة حبسه احتياطيا، فهو ينتظر محاكمته منذ قرابة تسع سنوات. وقد اطلعت ''الخبر'' على قرار غرفة الاتهام إحالة القضية على محكمة الجنايات، ولا يوجد فيه ما يشير إلى تورط فراح في حادثة الاختطاف. ولم يذكر أي شيء عنها في فترة احتجازه لغرض التحقيق بالأمن العسكري. لكن بالمقابل، يشار في الوثيقة القضائية إلى صلات قوية بينه وبين مدبر ومنفذ خطف الرعايا الغربيين عماري صايفي، المعروف وسط رفاقه السابقين ب''أبي حيدرة الأوراسي''. فضلا عن صلته بمختار بلمختار ولقائه بأبي محمد اليمني موفد أسامة بن لادن بباتنة، إلى قيادة الجماعة السلفية للدعوة والقتال عام .2001