14 عملية خطف القاعدة للأجانب تمت في الفترة بين سبتمبر وفيفري فسر متابعون للوضع الأمني في الساحل تزامن عمليات الاختطاف الأخيرة بأنها نتيجة طبيعية لغياب جهاز أمني قوي بمالي في مقابل تطور قدرات تنظيم القاعدة في الساحل بعد الحرب الليبية. وتثير عمليتا الخطف الأخيرتين في شمال مالي عدة تساؤلات حول قدرات باماكو على مواجهة عناصر ما يسمى إمارة الصحراء. أرسلت إمارة الصحراء في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب رسالة قوية للدول المتحالفة ضد الإرهاب في الساحل بقيادة الجزائر عبر عمليات الخطف النوعية الأخيرة في مالي. وتشير طريقة تنفيذ عملية خطف الرهائن الغربيين الثلاثة في تومبكتو -حسب متابعين للشأن الأمني- إلى تطور خطير في أسلوب عمل عناصر التنظيم، حيث وقعت بعد أكثر من 10 ساعات من إعلان حالة الاستنفار الأمني في الدول الأربع المعنية بمكافحة الإرهاب عقب حادثة خطف فرنسيين اثنين وإطلاق النار على ثالث في مالي. وتثير العملية الأخيرة حسب متابعين للشأن الأمني في الساحل الكثير من الأسئلة حول قدرة دول الساحل على توفير الأمن داخل مدنها، بعدما تمت العملية الثانية التي نفذها مسلحون تحدثوا باللغة الحسانية التي يشيع استعمالها في مالي وموريتانيا، بعد إطلاق نار على عقيد سابق في الجيش الفرنسي وسط المدينة، ما يعني أن أجهزة الأمن في الدول التي ينتمي إليها الرعايا الغربيون، بالإضافة إلى الأمن المالي كان لديهم الوقت الكافي لتأمين رعاياهم، خاصة وأن الحادثة وقعت داخل مدينة تومبكتو في موقع كان يفترض أن يؤمن بشكل جيد، وهو فندق يقيم فيه أجانب من دول غربية، وتمكن الخاطفون من مغادرة المدينة ذات ال60 ألف نسمة على متن سيارتي دفع رباعي دون أن يوقفهم أحد. وحتى في حالة عدم وجود إنذار بوقوع عمليات خطف، فإن كل العمليات التي نفذها فرع تنظيم القاعدة في الساحل تمت في الفترة بين سبتمبر وفيفري من كل سنة. وقد دشنت إمارة الصحراء، رغم عدم تبنيها للعمليات بعد، موسم الاختطافات هذا العام ب3 عمليات في كل من مخيمات اللاجئين الصحراويين في تيندوف ومالي، وبذلك بلغ مجموع عدد الرهائن المختطفين لدى إمارة الصحراء الموالية لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب 14 رهينة من دول غربية مختلفة بعضهم يوجد تحت سيطرة الإرهابيين منذ أكثر من سنة. وتشير مصادر متابعة للوضع الأمني إلى أن الإرهابيين في الساحل تمكنوا في الأشهر الماضية -رغم العمليات الأمنية التي نفذها الجيش الجزائري ضدهم- من جلب كمية كبيرة من الأسلحة المتطورة المنهوبة من ليبيا، وخاصة وسائل الاتصال، وأسلحة مضادة للمدرعات بعيدة المدى، والصواريخ الخفيفة المضادة للطائرات التي تحمل على الكتف من فئة ستريلا، ما سيخلق متاعب كبرى للجيوش وأجهزة الأمن في دول التحالف ضد القاعدة في الساحل.