يتنقلون على متن دراجات نارية أو يركبون سيارات دفع رباعي، يفحصون الطريق على مدار الساعة بحثا عن سيارة متوقفة بسبب عطل، أو لأخذ قسط من الراحة، يهاجمون أصحاب السيارة أو الشاحنة، ويستولون على كل شيء. استولى مجهولون ملثمون مسلحون بالسواطير على سيارة دفع رباعي في منطقة ''كارنان''، جنوب غربي عين صالح على الحدود بين ولايتي أدرار وتمنراست. وقبلهم بعشرة أشهر استولى ملثمون على شاحنة في منطقة الشبابة جنوبي المنيعة، بعد تهديد سائقها بالقتل. وقبل أسبوعين، وفي الطريق الوطني رقم 49، تمت سرقة سيارتين تابعتين لشركة نفطية. هذه الحوادث استدعت تدخل مصالح الدرك الوطني بتحقيقات واسعة، بناء على شكاوى مواطنين تنقلوا عبر الطريقين الوطنيين1 و,51 بكل من المنيعة وعين صالح، أفادت بتعرضهم لسرقة تحت تهديد السلاح الأبيض، من جماعة ملثمين ومسلحين بالسيوف والسكاكين والسواطير. الموت عطشا يقول لخضر، وهو يتذكر حادثة السطو على سيارته من نوع ''تويوتا هيليكس''، كان الجو شديد الحرارة في أحد أيام شهر جويلية عام 2009، ويروي: ''توقفت في النقطة الكيلومترية 214 في الطريق الوطني رقم 51، الرابط بين المنيعة وأدرار، لفحص زيت السيارة، وما هي إلا دقائق حتى نزل 4 ملثمين، وأسمعونا وابلا من السب والشتم، وهددوا بقتلي أنا ومرافقي والدفن في الصحراء إذا قاومناهم. كانوا يحملون سواطير وبنادق صيد، وبسرعة قيدونا وأشبعونا ضربا وتركونا في الصحراء، لا زاد معنا سوى دلو ماء لا تتجاوز سعته 20 لترا''. ويشير لخضر إلى أنه، وإلى غاية اليوم، وبعد مرور سنتين، ''لم يظهر أي أثر لسيارتي التي أعتقد بأنها بيعت للمهربين''. وتبدو قصة لخضر، الذي أنقذه سائق شاحنة بعد أن انتظر على حافة الطريق 6 ساعات، أقل مأساوية من قصة عبد السلام وخالد، اللذين عثر رعاة على جثتيهما قرب منطقة سيدي سالم جنوبي المنيعة في عام 2004، بعد 3 أشهر من اختفائهما مع سيارة من نوع ''تويوتا ستيشن'' تملكها شركة نفط هولندية. وتشير تحريات الدرك إلى أن آخر مرة شوهد فيها عبد السلام وخالد كانت في شهر أفريل 2004 في منطقة واد نومر بالمنيعة، وكانا في مهمة لنقل قطع غيار وزيت محركات لموقع استكشاف نفطي يقع في أقصى الجنوب الغربي للمنيعة. وتتشابه قصة عبد السلام وخالد مع حادثة الموت المأساوي لعاملين من شركة سوناطراك، عثر على جثتيهما في واد قريب من بلدية منصورة عام 2005، بعد عدة أشهر من سرقة سيارة كانا يستقلانها، والمثير في كل هذه الجرائم الخطيرة هو أنها قيدت ضد مجهولين. المهربون أولا وأخيرا ويقول مصدر من المجموعة الولائية للدرك الوطني بغرداية، ل''الخبر''، إن بعض المتهمين في حوادث سطو مسلح في الطرق الصحراوية تم ضبطهم، وقدموا للعدالة في محاكم بولايتي غرداية وأدرار. وتشير التحريات، حسب نفس المصدر، إلى أن هذه العصابات تتنقل باستمرار عبر الطرق الوطني والولائية، بواسطة دراجات نارية أو سيارات نفعية، وتنصب في بعض الأحيان حواجز مؤقتة في بعض الطرق بالأحجار لإيقاف السيارات، وتشهر سيوف لإرهاب السائقين.ويحترف قطاع الطرق بيع السيارات والشاحنات لمهربين . وتتكرر في عدة مناطق في الجنوب سرقات مشابهة ينفذها لصوص. حيث شهدت السنوات الأخيرة تزايدا في حوادث السرقة، أبطالها قطاع طرق في بعض المناطق الصحراوية. وحسب دفاتر التحقيقات، فإن هذه العصابات شبه المنظمة اعتمادا على سرقة سيارات الدفع الرباعي أو سيارات فئة ''تويوتا هيلوكس'' تنشط في الصحراء. سيارات شركات النفط المطلوب الأول وتشهد منطقة ''الشبابة'' وواد ميا في المنيعة، ومناطق أخرى في ورفلة وإليزي، تكرار حوادث السرقة التي تنفذها هذه العصابات، وتتشابه هذه المواقع، مثل ''رود النص'' في ورفلة، في كونها طرقا معزولة يسهل فيها السطو على سيارات الدفع الرباعي التابعة للشركات النفطية. وتفيد معلومات مؤكدة أن عام 2010 شهد وقوع 14 حادث سرقة لسيارات تابعة لشركات عمومية وخاصة، أغلبها متخصصة في خدمة القواعد النفطية. ونفذت كل هذه السرقات من قبل قطاع طرق في ولايات الجنوب، حسب نشرات الدرك الوطني. وأغلب حالات السطو التي وقعت كانت مسلحة، باستعمال العنف في الطرق الولائية والوطنية، تم خلالها سلب 8 سيارات وشاحنة واحدة، وعدة مناطق بالجنوب بولايات غرداية وتمنراست وإليزي وأدرار، استعمل اللصوص في مناسبتين أسلحة نارية بعين صالح والمنيعة، عندما سلبوا سيارة دفع رباعي من صاحبها في بداية العام الجاري.. وتتصدر قائمة الضحايا، حظائر السيارات التابعة للشركات النفطية.