بعض البلاد العربية التي قامت فيها ثورات مؤخرا ألقت القبض على أشخاص من خارج البلاد على أنهم جواسيس، فأي جاسوس غبي وفاشل هذا الذي أقصى مهمة يقوم بها هي تصوير أناس يتظاهرون في الشارع، عبر جهاز الموبايل، ليرسلها إلى الدولة التي يعمل لصالحها! في الوقت الذي أصبح من السهل عبر برامج متاحة للجميع مثل ''غوغل إرث'' مثلا -إن لم نقل الأقمار الصناعية- أن يشاهد الجميع حتى عربة الخضار التي تقف على باب الفقير، فكيف بها وهي تحدد مواقع امنية ونووية؟! احد الاسباب التي تجعل ''الأسوار'' الأمنية هشة في العالم العربي، هو ان معظم اجهزة الامن العربية، مشغولة اما بمراقبة الموبايلات أو مواقع التواصل الاجتماعي، او ان أفرادها يجلسون وراء مثقف يساري في مقهى، أو خلف مثقف يميني في مسجد، او يمرون في سياراتهم بجانب سياسي معارض محدقين فيه بنظرات تحذيرية، أو أن عناصرها في حالة سفر من عاصمة اوروبية الى اخرى، طبعا ليطمئنوا على العرب المهاجرين، خشية أن ينقصهم شيء، أو ربما هم جائعون فتطعمهم..او مفلسون فتغنيهم..او لعلهم بردانين فتدثرهم بلحاف ثقيل..ثقيل جدا، يكتم الأنفاس!. العقول العربية،استخباراتية بالفطرة، والفرد العربي يخلق وفيه هوس الفضول الاستخباراتي، فالطفل في بداية حياته، يبدأ بمراقبة شقيقاته، ثم تجنده امه ضد أبيه ليرصد لها أخبار زوجها، وحين يتوظف يجنده المدير مخبرا على زملائه..وهكذا نجد انفسنا كلنا مخبرين.. من دون علمنا!