افتتح، أول أمس، فيلم ''أندلس مونامور'' للمخرج المغربي محمد نظيف، عروض الأفلام الطويلة لمهرجان وهران للفيلم العربي. ويعالج العمل الذي يستغرق 86 دقيقة ظاهرة ''الحرافة''، التي استشرت في المغرب العربي خاصة. كان لعرض فيلم ''أندلس مونامور'' نكهة خاصة، كونه نتاج فكرة ولدت في مهرجان تاغيت، وكبرت في وهران وتجسدت في المغرب، على أيدي المخرج الشاب محمد نظيف، المتعود على مهرجان وهران لدرجة استحقاقه ''للجنسية الوهرانية''، كما قال مازحا بعد انتهاء عرض أول فيلم طويل في مساره الفني، أنتجه في أواخر .2011 نجح المخرج بإمكانيات بسيطة، (مجموعة من أكواخ قصديرية وقرية ساحلية صغيرة) في تقديم عمل سينمائي افتك إعجاب جمهور اكتظت به قاعة ''السعادة''. توافد يمكن تفسيره بقصة الفيلم التي تدور حول ظاهرة الحرفة، التي مست عديد العائلات الجزائرية. نجح نظيف في الإفلات من فخ النمطية بتناول موضوع مستهلك كالهجرة السرية، باستعمال الكوميديا، وبتوظيف خبرته كممثل في إدارة الممثلين، من بينهم الممثل الجزائري هشام مصباح، الذي تقمص دور ''حراف جزائري''. كما ساهم الحبك الجيّد للسيناريو في تفادي وضعية الوعظ، وتحذيرهم من زيف الفكرة المتداولة حول ''الفردوس الأوروبي والأندلس المفقود''، من خلال قصّة شابين أرادا الالتحاق بالضفة الأخرى من قرية ساحلية ليقعا فريسة لمافيا المخدرات والمتاجرة بأحلام الشباب المتربص بالأفاق. جسّد الفيلم تحالف السلطتين السياسية والدينية لاستغلال الشباب، وهو إشارة للأنظمة الحاكمة في كل البلدان المغاربية، ومسؤوليتها في دفع الشباب نحو التهلكة. ولضمان سطوتها على المجتمع تتعمد تخريب المدرسة لقبر كل بديل، وهو ما أظهره المخرج من خلال دور معلم المدرسة، الذي يتاجر بدوره في الحشيش ويستعمل الأطفال الأبرياء للضغط على المير والإمام اللّذان يتاجران في الحشيش كذلك، بتواطؤ من جهات في الدولة، كانت تظهر فقط من خلال الأوامر، التي يتلقاها رجل الأمن في الهاتف. وقد لخص نظيف فيلمه قائلا: ''هو دعوة للكف عن اللهث وراء سراب الإيلدورادو، لأن الأندلس نستطيع أن نصنعها في بلدنا''. أصداء المهرجان ؟ اضطرت اللجنة المنظمة للمهرجان إحداث التغيير الثاني في تركيبة لجنة تحكيم الأفلام الطويلة، باستبدال المخرجة الفلسطينية نجوى النجار بالممثل اللبناني باسم مغنية، ذي الأصول الجزائرية، وهو من مدينة مغنية. ؟ تأجل تنظيم المنتدى العربي لمؤسسات السينما، الذي كان مبرمجا لصبيحة أول أمس بمسرح وهران، بعد أن تخلف عدد كبير من أعضائه، ندى دوماني وجورج دافيد من الأردن، منيرة بن حليمة من تونس، خالد عبد الجليل من مصر، بعد تأخر وصول الطائرة التي تقلهم، وسيعقد المنتدى اجتماعه لاحقا في الجزائر.