قال رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي، السيد محمد الصغير باباس، في حصة ضيف نشرة التلفزيون الجزائري، أول أمس، إن الهدف من الجولات الماراطونية التي قام بها مجلسه تهدف للاستماع لانشغالات المواطنين وطموحاتهم. وعندما سألته الصحفية عن طبيعة المشاكل التي طرحها المشاركون في هذه اللقاءات، أجاب بأن المشاكل معروفة لدى الجميع. وكان يفترض أن تسأله الصحفية عن الجدوى من هذه اللقاءات مادامت مشاكل المواطنين معروفة، لكن، ومع الأسف، فالتلفزيون عندنا لا يطرح الأسئلة الحقيقية. نعم يا سيدي، مشاكل الناس معروفة وجلساتكم لم تقنع المواطن بالعدول عن الاحتجاجات والاعتصامات وقطع الطرق وغلق مقرات البلديات، وحتى الإضراب عن الطعام والانتحار، للمطالبة بالشغل والسكن والغاز وتهيئة الطرق و... و... نعم يا سيدي، جلساتكم لم توقف الاحتجاج على بقاء وعود المسؤولين مجرد ''هدرة'' أو حبر على ورق، ولم تشرح للمواطن أسباب عدم تخصيص دينارات لتحسين الأوضاع المعيشية في قريته أو بلديته أو حيه، مع أن الخزينة تعد مئات المليارات من الدولارات. المواطن، يا سيدي، شبع ''هدرة'' وينتظر الأفعال، ولم يول أي اهتمام للقاءاتكم التي كان بعضها مجرد إجراء شكلي، وقد نظمتم أحدها في ولاية شرقية بعد الحادية عشرة ليلا، ''خيار الشطيح في الظلمة''. إن الأوضاع معروفة وليست في حاجة إلى تشخيص، خاصة بالنسبة للمجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي الذي يفترض أنه على دراية كاملة بمكامن الداء وطرق العلاج والدواء، ولا يحتاج إلى عقد لقاءات جهوية أو إقليمية أو وطنية من أجل ذلك، اللهم إلا إذا كان أعضاؤه يعيشون في كوكب آخر. إن الجميع أصبح يدرك أن اللجان والجلسات والتوصيات، لم تعد سوى وسيلة لامتصاص الغضب وربح الوقت، لكن علينا أن ندرك أننا اليوم أمام جيل ''براغماتي'' يؤمن بالفعل الملموس، ولا ينساق وراء لغة الخشب ولا تخدعه العواطف. إن التغيير ضرورة حتمية، ولابد من الشروع فيه اليوم قبل الغد، خاصة في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة، وبلادنا تتوفر على الموارد المادية والبشرية التي تسمح لها بالقفز إلى الأمام، وغلق الباب بشكل نهائي أمام كل احتمال للعودة بنا إلى مرحلة ماضية نعرف آلامها جيدا. كفى ''كلاما''.. هاتوا ''أفعالا''. [email protected]