حذر الأمير تركي الفيصل، مدير الاستخبارات السعودية السابق وسفير سابقا بواشنطن ولندن، وصاحب نفوذ في العائلة الملكية السعودية، إيران من ''مغامرة غير محسوبة''، وقال في مؤتمر حول الخليل نظم بعاصمة البحرين المنامة، ''إن زيادة التصعيد والتوتر الدائم قد ينتهي بمغامرة غير محسوبة أو بمواجهة عسكرية غير مرغوبة''. وقال تركي الفيصل إن دول الخليج ليست طرفا في النزاع الإيراني-الغربي حول برنامج إيران النووي، لكنه طلب من طهران ''تحييد مسألة أمن مضيق هرمز وأمن الطاقة الدولية عن هذا النزاع''. وأضاف بنبرة تهديد ''إن أي مساس بمصالحنا وأمننا سوف يجبرنا على اللجوء إلى كل الخيارات المتاحة لنا دفاعا عن مصالحنا وأمننا الوطني والإقليمي''. وجاء التحذير السعودي، الأول من نوعه، إجابة على تهديدات إيرانية بإغلاق مضيق هرمز على الملاحة النفطية، سعيا منها في إقناع الولاياتالمتحدة وحلفائها بالعدول عن فكرة فرض عقوبات على نفطها. لكن الضغط الأمريكي يبقى بإصدار عقوبات على البنك المركزي الإيراني، كما دفعت حلفاءها الأوروبيين لإصدار عقوبات موازية على النفط الإيراني. ومارست ضغطا غير مسبوق على زبائن إيران للتخلي عن حصص النفط الإيراني، وقد استجابت كوريا الجنوبية، أمس، وتعهدت ببذل كل الجهود الممكنة لتلبية الطلب الأمريكي، حسب وكالة ''قنا'' القطرية. وقد خفضت سيول طلبياتها من النفط اليراني إلى 5,46 بالمائة. وأوضح مستشار وزارة الخارجية الأمريكية، روبرت أينهون، الذي يقود وفدا زار كوريا الجنوبية، أن الولاياتالمتحدة تطالب كل شركائها بالتوقف عن استيراد خام النفط الإيراني''. وكانت الصين قد أعلنت عن خفض حصتها منذ ديسمبر، بحجة سوء تفاهم على مدة السداد. بينما طلبت اليابان من السعودية والإمارات تعويض حصتها من النفط الإيراني، في حال صدور عقوبات وما يترب عنها من احتمالات. فيما رفضت الهند الاستجابة لمطالب واشنطن. وجددت طهران تحذيرها أمس للطرف السعودي، بعد إبرام صفقة مع الصين تقضي بإنشاء مصفاة للنفط في السعودية. وهو ما جعل الأمير تركي يتحرك ولو أن جواب وزير الطاقة السعودي، الذي صدر منذ أيام، كان أقل حدة، حيث أرجع أي رفع مستقبلي للإنتاج النفطي مرتبطا بطلب السوق وليس لتعويض النفط الإيراني. من جهتها أكدت روسيا معارضتها لعقوبات إضافية على إيران، حيث قال وزير خارجيتها، سيرغاي لافروف، إن ''ما تقوم به الدول الغربية ضد إيران هدفه خنق الاقتصاد الإيراني ومحاولة لإثارة استياء شعبي''. هذا الأمر اعتمدته إسرائيل في تحليلها للوضع الإيراني، إذ استبعد وزير الدفاع إيهود باراك ''أي هجوم عسكري قريب لإيران'' بسبب برنامجها النووي. وصرح باراك لإذاعة الجيش الإسرائيلي ''لم نتخذ قرارا للمضي في هذه الأمور. وليس لدينا تاريخ لاتخاذ مثل هذا القرار. الأمر كله بعيد جدا''.