لم يستفد المنتخب الجزائري كثيرا من اللاعب المميز عبد القادر فرحاوي بسبب مشكل التأمين الذي اعترضه، ورغم التجربة القصيرة التي خاضها مع ''الخضر'' نهاية الثمانينيات ومطلع التسعينيات، إلا أن اللاعب السابق في نادي سانت إيتيان الفرنسي ترك بصمته مع النخبة الجزائرية التي فضلها على منتخب فرنسا ومشواره اللافت في عالم الاحتراف وهو ما يسرده علينا ابن مدينة وهران في حديثه مع ''الخبر''. تخرج من مدرسة مونبولييه وتكون مع لوران بلان من مواليد وهران سنة 1965، قبل أن يرحل عن الباهية في سن الرابعة.. كانت بداية فرحاوي الكروية في ناد صغير قرب مونبولييه يدعى ''قالية ليونيل'' قبل أن يتحول إلى نادي مونبولييه أين تكوّن مع ثلة من النجوم في صورة المدرب الحالي للمنتخب الفرنسي لوران بلان، باتريس بايلس وفرانك باسي الذي قاد أولمبيك مرسيليا إلى التتويج بكأس أوروبا ''لقد كان جيلا رائعا من اللاعبين الموهوبين وهذا تحت إشراف مدرب تعلمنا منه الكثير المدرب المخضرم نوزاري حيث مازلت لم أنسى تلك الأيام الرائعة'' يقول فرحاوي. ''فخور بالعمل مع جاكي وبوني وجيرارد'' كما أكد اللاعب متعدد المناصب أنه تعامل خلال مشواره الكروي مع مدربين كبار أشرفوا على مونبولييه أو الفرق الأخرى التي تقمص ألوانها مثل سانت إيتيان، ويبقى يفتخر كثيرا بذلك ''بالإضافة إلى نوزاري أبقى أفتخر كثيرا بالعمل تحت قيادة مدربين كبار بحجم إيمي جاكي وسارج بوني وروني جيرارد الذي يشرف على مونبولي حاليا ويسيطر على البطولة الفرنسية الذين كان لهم تأثير في مشواري الكروي''. ''لعبت 520 مباراة في مشواري الكروي وسجلت 60 هدفا'' وكشف ''قادير'' كما يحلو لأصدقائه تسميته أنه لعب 520 مباراة طيلة مشواره الاحترافي منها 260 مباراة مع فريقه مونبولييه وسجل 35 هدفاً، قبل أن يتنقل إلى نادي ''كان''، أين خاض 108 مباراة وسجل 8 الأهداف ''بعدها ساهمت في عودة نادي سان إيتيان العريق إلى حظيرة الكبار، حيث لعبت 65 مباراة وسجلت 7 أهداف في بطولة القسم الثاني وساهمت في عودته للدرجة الأولى، قبل ختم مشواري الكروي في نادي رد ستار 93 شاركت في 17 مقابلة وسجلت هدف، واعتزلت الكرة وعمري 35 سنة'' يقول محدثنا. ''لا أنسى التتويج بكأس فرنسا والإصابة الخطيرة مع مانشيستر'' كما يبقى فرحاوي يتذكر بفخر تتويجه بكأس فرنسا عام 1990، بعد أن تغلبه في النهائي على ماترا راسينغ بنجومه في مباراة قوية، ''كنت وراء هدف الفوز بعد تمريرة من نجم الكرة الفرنسية في ذلك الوقت إيريك كانتونا بعد الوقت الإضافي، حيث عاشت مدينة مونبولييه ليلة بيضاء في ذلك الوقت، فوزنا بالكأس منحنا الفرصة للمشاركة في كأس أوروبا للأندية الحائزة على الكؤوس، حيث تألقنا وتمكنا من تجاوز أندية عريقة في الأدوار الأولى في صورة نادي أف سي هندوفن الهولندي وشتيوا بوخارست، قبل أن نخسر في ربع النهائي أمام مانشيستر يونايتد في مباراة تبقى راسخة في ذاكرتي، لأنني بعد 10 دقائق تلقيت إصابة خطيرة على مستوى الركبة، أبعدتني إلى غاية نهاية الموسم'' يقول فرحاوي. ''سانت إيتيان.. فريق فريد من نوعه'' لم ينس فرحاوي مشواره مع الفريق الكبير والعريق سانت إيتيان، حيث لعب له لموسمين، وتمكن خلالهما من ترك بصماته في هذا الفريق الذي كانت المدينة تتنفس فيه كرة القدم والنادي ''الأخضر''، ''أتذكر لحظات الصعود والعودة إلى القسم الأول ومنحي شارة القائد وقد تم اختياري كأحسن لاعب في القسم الثاني، ولا أتردد في القول بأنه بعد تجربة مونبولي الحافلة يبقى مروري إلى سانت إتيان راسخا في ذاكرتي ومشواري الكروي''. ''رفضت دعوة منتخب فرنسا للآمال''
وعن مشواره مع المنتخب الوطني، أوضح فرحاوي أنه خاض 50 مباراة، كانت الأولى ضد نادي نانت الفرنسي عام 1987 ''استدعاني مدرب المنتخب الوطني آنذاك الروسي روغوف، ولم أتردد في تلبية الدعوة وحمل ألوان المنتخب الجزائري الأولمبي، وفضلت ذلك على الذهاب إلى المنتخب الفرنسي للآمال الذي طلبني وقتها، حيث كانت البداية مع منتخب الجزائر الأولمبي الذي كان الروسي يشرف عليه بالتوازي مع إشرافه على المنتخب الأول، قبل أن يتم استدعائي للمشاركة في كأس أمم إفريقيا التي جرت بالمغرب، حيث حققنا المركز الثالث، وكانت لنا إمكانية الظفر بالتاج القاري، بالنظر إلى التعداد الذي كنا نملكه، كما نلت أيضا لقب الكأس الأفرو-آسيوية أمام منتخب إيران سنة .''1991 ''كنت أشتري التذاكر من جيبي ولا أجد حتى من يستقبلني في المطار'' كما اعترف وسط ميدان الفريق الوطني سابقا أنه لم يلعب كثيرا مع المنتخب الوطني، بسبب مشكلة التأمين ''لم نكن نتلقى ضمانات من الاتحادية في ذلك الوقت، خاصة في العشرية السوداء، حيث واجهتنا العديد من العراقيل، ولاسيما من قبل الفرق التي كنت ألعب لها للالتحاق بالمنتخب، بسبب غياب التأمين، إلا أن هذا لم يمنعنا من المغامرة، حيث كنت أحيانا أشتري تذاكر السفر إلى الجزائر من جيبي، ولحظة وصولي إلى المطار بالعاصمة لا نجد أحدا من المسيرين في انتظارنا''. ''روغوف أحسن من دربني في المنتخب الوطني'' ويعتبر فرحاوي أن الروسي روغوف يبقى واحدا من المدربين الأكفاء الذين أشرفوا على المنتخب الجزائري، وذهب إلى أبعد من ذلك عندما صرح لنا بأن روغوف لو بقي لفترة أطول فإنه كان سيذهب حتما بعيدا مع المنتخب بالنظر لكيفية تسييره للاعبين ''رغم أنني عملت تحت إشراف العديد من المدربين في المنتخب الوطني على غرار كرمالي وزوبا ووماجر، لكن الروسي روغوف يبقى استثناء ويبقى الأفضل دون منازع''.