لا يصدق كل من يسمع عن احتجاج فريد من نوعه، جاء على شكل معرض لصور ومخطوطات، أقامه أحد أحفاد العلامة ''الشيخ سي علي بن دنيدينة'' المعروف بولاية الجلفة بأعماله الخيرية والثقافية، من أجل إعادة فتح مسجد بناه جده، بعد غلقه بحجة أعمال ترميم انطلقت قبل سنوات عديدة ولم تنته إلى حد الآن. حين تتوجه إلى حي ''المحطة'' بمدينة حاسي بحبح، تلمح الشاب خذير سالم، الذي فتح بيته وألصق على جدرانه صورا ومخطوطات خاصة بجده الشيخ سي علي بن دنيدينة تخص محطات حياته بين 1870 و1921، وكيف قام ببناء المسجد وتأسيس زاوية وفتح بيته لفقراء ومرضى مدينة الجلفة، وفجأة اختفى هذا العلامة من حياة المواطنين والمدينة. ويقول سالم: ''بلدية الجلفة أغلقت المسجد سنة 2007 بحجة ترميمه، ولم يفتح إلى حد الآن وباتت ساحة هذا المسجد سوقا يبيع الناس فيه ويشترون''، مضيفا أنه راسل السلطات المحلية عدة مرات ولكن من دون فائدة، ما جعله يهتدي إلى احتجاج من نوع خاص، حيث قام بتجميع ما لديه من وثائق وصور ومخطوطات تتعلق بجده العلامة سي علي بن دنيدينة، بما في ذلك الرسائل الموجهة إلى السلطات وجعلها على شكل معرض عمومي في بيته بمدينة حاسي بحبح. وعلى مدار ساعات، يحرص سالم على استقبال الزوار والفضوليين الذين لا يغادرونه إلا بعد تدوين كلمات في سجل خاص يجمع فيه توقيعات المساندين، لإعادة الاعتبار لتاريخ هذا العلامة. ويقول سالم إنه يصرّ على مواصلة هذه الطريقة الخاصة في الاحتجاج حتى تنفض السلطات الغبار عن تاريخ واحد من أعلام الولاية وتعيد فتح مسجده، وهي طريقة تعتبر جديدة في أساليب الاحتجاج، لكن السؤال الذي يطرحه كل من يزور هذا المعرض: هل ستنفع هذه الطريقة المتحضرة مع واقع تعوّد على طرق الحرق والتخريب وقطع الطرقات وإشعال العجلات المطاطية في كل الاحتجاجات؟ أم أنها بداية لابتكار جديد في عالم الاحتجاجات سيقتدي به الجميع في حال نجاحه؟