لم تتمكن العديد من الهيئات المشرفة على توزيع المؤونة على المتضررين بحصار الثلوج على مستوى ولاية جيجل، من بلوغ مئات المشاتي المعزولة، بسبب استمرار الحصار وتأخر فتح الطرقات المؤدية إليها. وفي هذا الإطار انطلقت أمس العديد من القوافل المحملة بالمساعدات نحو المناطق الجبلية، في إطار عمليات تضامنية مع المتضررين من العواصف الثلجية، إلا أن الهيئات المشرفة على توزيع المؤونة على غرار مصالح التضامن والنشاط الاجتماعي ومصالح التجارة وكل من الهلال الأحمر الجزائري والكشافة الإسلامية، وبعض الجمعيات والتجار والمقاولين الخواص لم تتمكن من إيصال المواد الغذائية إلى مئات المشاتي المحاصرة عبر مختلف البلديات وكذا بلديتي إرافن وسلمى اللتين لا تزالان إلى غاية أمس في عزلة تامة بعد تأخر فتح الطريقين المؤديين إليهما انطلاقا من زيامة منصورية وتاكسنة. وأشار بعض المشرفين على توزيع المؤونة إلى استحالة الدخول إلى المشاتي البعيدة التي فاق سمك الثلوج بها مترين، في ظل عدم استخدام الطائرات المروحية، التي أضحت الوسيلة الوحيدة التي بإمكانها تسهيل إمداد السكان بالمواد الغذائية، ما جعلهم يقومون بعملية التوزيع في النقاط التي وصلت إليها عمليات فتح الطرق، وهو ما أدى إلى خلق فوضى في عملية التوزيع من حيث تمكين عائلات من الاستفادة لمرات عديدة، مقابل حرمان متضررين آخرين. وفي سياق متصل، وجد عدد ممن توجهوا إلى بلدية أولاد عسكر بغرض تقديم المساعدات للسكان بمن فيهم أعوان الحماية المدنية أنفسهم وسط حصار الثلوج منذ ثلاثة أيام، ما دفع أفراد الجيش الوطني الشعبي إلى التكفل بهم على مستوى مركز أمني بالمنطقة. وذكرت خلية الأزمة على مستوى ولاية جيجل أن 2169 كيس من المواد الغذائية المختلفة و1260 قارورة غاز تم إرسالها أمس إلى بلديتي أولاد عسكر وسلمى بن زيادة، مع إرسال 12 فرقة إسعاف مشكلة من أعوان الحماية المدنية والصحة إلى المناطق المتضررة، في وقت تتواصل عمليات فتح المسالك المغلقة بالثلوج عبر مختلف البلديات، من طرف مختلف المصالح ووحدات الجيش الوطني الشعبي. موازاة مع ذلك تسبب حادث انهيار منزل جراء تراكم الثلوج فوق سقفه مساء أول أمس بمشتة بوشكاب ببلدية أولاد رابح، في إصابة شخصين بجروح خطيرة تم إجلاؤهما بصعوبة وسط الثلوج ونقلهما من طرف أعوان الحماية المدنية إلى مستشفى الميلية.