ساعد تحسن الأحوال الجوية بالطارف، العائلات المتضررة ومصالح البلديات والحماية المدنية، على تطهير وتنظيف المساكن والمرافق العمومية وجرف طبقات الطمي والأوحال وامتصاص المياه الراكدة وسط المحيط الحضري لأكثر من 50 حيا متضررا عبر 11 بلدية، جراء الأمطار الطوفانية التي شهدتها الولاية نهاية الأسبوع الماضي. تمكن غالبية العائلات من العودة إلى ديارها وفتح المؤسسات التعليمية و مباشرة الدروس، فيما فضلت زهاء 100 عائلة بالأراضي الفيضية المنخفضة بمحيط المستنقعات والبحيرات و الوديان البقاء لدى ذويها في مناطق آمنة إلى غاية تراجع مد المياه. تواصل المصالح البلدية بالطارف وتحت تأطير ورقابة الدرك الوطني، توزيع المساعدات الغذائية والأغطية والأفرشة، التي بلغت كمياتها، حسب وزير التضامن والأسرة، 3 آلاف إعانة مخصصة للمنكوبين. فيما اشتكى رؤساء البلديات المتضررة من تهافت عائلات غير معنية بالضرر للاستفادة من ذات المساعدات، مما أحدث نوعا من الفوضى والضغط والاعتداءات. هذه الوضعية عطلت عملية توزيع المساعدات في بعض الأحياء، فيما استفادت 15 عائلة من مربي الماشية بالمناطق التي لازالت تعاني المد الفيضي، من خيم للهلال الأحمر الجزائري لحماية أرزاقها. وقد اشتكى 9 منهم من حي المسدور ببلدية بن مهيدي من ضعف المؤونة الموزعة لهم عكس بقية العائلات المستفيدة ببلديات أخرى. وأوضح رئيس البلدية بهذا الشأن بأنها مساعدات أولية إلى غاية استفادتهم من الإعانة كاملة والتي كانت يوم أمس. ولتقييم الخسائر الفلاحية، شرع مندوبو القطاع بالبلديات في استقبال الفلاحين والمربين المتضررين لضبط حصيلة الخسائر حسب كل حالة، فيما انتشرت المصالح التقنية لمديرية الأشغال العمومية بالتعاون مع المقاولين المحليين عبر 30 نقطة لتسوية الأضرار على مستوى شبكة الطرقات ومنشآتها. كما تولّت مديرية التربية بالتعاون مع المصالح البلدية مهمة تهيئة 48 مؤسسة تربوية متضررة وتنظيف محيطها وهي التي فتحت أبوابها للتلاميذ. كما وزعت مديرية الري ورشاتها عبر 15 موقعا على مستوى الوديان وفروعها وقنوات صرف المياه بما ساعد على انخفاض منسوب المد الفيضي وفك الحصار على كثير من المواقع التي كانت محاصرة. في ذات الوقت هدأت الحركات الاحتجاجية لسكان الأحياء المتضررة والتي تسببت في شل حركة المرور عبر عديد المحاور الأساسية. من جهة أخرى، فجرت الفيضانات الأخيرة التي اجتاحت ولاية الطارف وتعددت أسبابها، حسب تبريرات كل جهة محلية ومركزية، مستور مشروع تطهير واستصلاح 17 ألف هكتار فلاحي بالأراضي الفيضية، وتجددت الدعوات لتشكيل لجنة تحقيق لهذا المشروع الممركز وطنيا بين وزارتي الموارد المائية والفلاحية والتنمية الريفية والذي استهلك 400 مليار سنتيم في مرحلته الأولى المتضمنة تهيئة المحيط من خلال عمليات جهر وتطهير الوديان وفروعها ومصباتها وإنجاز قنوات سطحية لتصريف مياه الأمطار نحو الوديان ومسالك داخلية ووقاية الواد الكبير بحاجز ترابي على ضفتيه بطول 74 كلم. وقد انطلقت الأشغال شهر أفريل 2005 وحدد دفتر الشروط مدة الإنجاز ب 24 شهرا، بينما توقفت الأشغال نهائيا منذ سنتين بمبرر مشاكل تقنية بعد نسبة إنجاز 93 بالمائة المطعون في مصداقيتها من قبل خبراء الري والأشغال العمومية. بل ومهما كانت نسبة الإنجاز، فإنها تراجعت كثيرا بفعل الفيضانات المتكررة في السنوات الثلاث الأخيرة وبددت ما تم إنجازه ميدانيا حسب تقييم منتخبي المجالس البلدية والفلاحين ومربي الماشية وسكان المنطقة للبلديات المعنية بمحيط عين العسل، الطارف، بحيرة الطيور وبريحان.