ينتظر أن تعلن قبائل الشرق الليبي تأسيس الحكم الذاتي لإقليم برقة، وتشكيل مجلس انتقالي وبرلمان خاص به، في خطوة مثيرة للجدل داخل ليبيا وخارجها تعيد إلى الأذهان ليبيا في عهد الملكية. قالت مصادر إعلامية في هذا الإطار إن نحو 3 آلاف سياسي وزعيم قبيلة ليبية سيجتمعون، اليوم الثلاثاء، بمدينة بنغازي، لإعلان إقليم برقة، الممتد من حدود مصر في الشرق إلى سرت غربا، فيدرالية اتحادية، تستمد شرعيتها من الدستور الذي أقر إبان عهد الملك الراحل إدريس السنوسي عام .1951 وتأتي هذه التطورات الميدانية، في وقت ناقشت الحكومة الانتقالية المؤقتة، في اجتماع استثنائي عقدته الأحد الماضي، مشروع قانون الإدارة المحلية، وهو يتضمن عدة مواد تعزز مبدأ اللامركزية. ويتحدث مشروع القانون عن مبدأ تقديم الخدمات بشكل مباشر للمواطنين الليبيين في مقر إقامتهم، وعدم تكبيدهم عناء السفر والنفقات لكي يتمكنوا من الحصول على الخدمات والإجراءات الإدارية التي يحتاجونها بكل سهولة ويسر. وأوردت تقارير إعلامية، طيلة الأسبوع الماضي، تصريحات كثيرة لشخصيات ليبية تدعم الفكرة، وفي هذا الإطار اعتبر أحد القائمين على الاجتماع، وهو الناشط فيصل العبيدي، لموقع الجزيرة نت، أن الإعلان المرتقب هو ''رجوع إلى الشرعية الدستورية لليبيا، وأن المركزية المقيتة هي السبب الرئيسي في دمار أي دولة''. وقال المتحدث إن ''شعار المؤتمرين هو الفدرالية من أجل وحدة ليبيا''، وأضاف أن الإقليم ''لو كانت لديه رغبة الانفصال لأعلن ذلك عند تحرير الشرق في بداية ثورة 17 فيفري''. وسجل الباحث الليبي، أنس بعيرة، بقوله إن ''الحديث عن أن إقليم برقة ككيان مستحدث، دون دراية واضحة بالعمق التاريخي، يعد قفزاً على حقائق التاريخ السياسي وإرث الظاهرة الفدراليَّة''. واعتبر أن ''برقة تعد من ركائز الاتحاد الليبي الشرعي عام 1951، حيث إن الاسم صحيح وسليم بموجب قرار استقلال ليبيا رقم 289 عبر الأمم المتحدة''. ودافع مسؤول مؤسسات المجتمع المدني في برقة، كريم البرعصي، بشدة على مشروع فديرالية برقة، معتبرا أن ''فشل الدولة المركزية الذريع وراء الإعلان عن إقامة فيدرالية الإقليم''. وقال البرعصي في تصريحات صحفية إن ''سياسات المجلس الانتقالي الاستبدادية وإعادة الدولة المركزية في العاصمة طرابلس، دعت السكان المحليين إلى التفكير جديا في هذه الخطوة، ورفض السماح بتهميش ما سماه الكيان الشرعي في شرق ليبيا''، ووصف البرعصي يوم الإعلان بأنه ''يوم تاريخي''. لكن مصطفى بن حليم، رئيس الوزراء السابق للمملكة الليبية، أوضح بأنه ''يرفض النظام الفيدرالي لأنه يعمل على تقسيم وتجزئة ليبيا، وقيام جزء على حساب جزء آخر من الوطن''. وأشار بن حليم إلى أن ''الشعب الليبي قد قاتل نظام القذافي لأجل الوحدة واللحمة الوطنية، وأن الثورة قد خيطت بالدم الذي من خلاله تماسك الليبيون ولن يتفرقوا''. وكان مئات من المؤيدين للتكتل الاتحادي الفدرالي الليبي تظاهروا في نوفمبر الماضي في مدينة بنغازي، رافضين ''تهميش'' إقليم برقة بعد إسقاط نظام العقيد القذافي، وقالوا إن خروجهم يُعتبر بداية لحراك سياسي من أجل الفدرالية الشرعية، حسب قولهم آنذاك. ورفع المتظاهرون شعارات، وأعلام الأقليات الأمازيغية والتبو، إلى جانب علم إقليم برقة الذي يعود إلى خمسينيات القرن الماضي. وهتفوا بشعارات ضد مركزية العاصمة طرابلس.