تجددت الاحتجاجات في بلدية عين قشرة غربي ولاية سكيكدة صبيحة أمس، بعد أن تنقلت أعداد هائلة من الشباب الغاضب إلى وسط المدينة، وحاصروا مقر الدرك الوطني على خلفية ''تقاعس في توقيف متهم بقتل أحد أبناء البلدة''. عاشت بلدية عين قشرة بولاية سكيكدة ليلة أمس الأول، اشتباكات عنيفة بين الدرك والمتظاهرين على خلفية ما وصفه هؤلاء ب''التقاعس'' في توقيف المتهم الرئيسي بمقتل الشاب بطاشي محمد البالغ من العمر 24 سنة أمسية الأحد الماضي على يد شقيقين من أبناء البلدة، وهي الاحتجاجات التي خلفت جرحى وخسائر مادية معتبرة. وقد اندلعت الشرارة الأولى للمواجهات عقب تشييع جنازة الضحية، على خلفية عدم تمكن المصالح المختصة من توقيف المتهم الرئيسي صاحب السوابق العدلية، ما أثار حفيظة أهل الضحية والسكان الذين خرجوا مطالبين ب''العدل''، من خلال إقدامهم على شن حركة احتجاجية قاموا خلالها بغلق الطريق الوطني رقم 43 الرابط بين سكيكدة وجيجل بالحجارة والمتاريس والعجلات المطاطية أمام حركة المرور. وقد استعمل المحتجّون قارورات المشروبات الغازية للتعبير عن غضبهم، في حين استعمل الدرك الوطني القنابل المسيلة للدموع من أجل تفريق المحتجّين، مما أسفر عن إصابة نحو 15 شخصا وسط المتظاهرين وقوات الدرك، إلى جانب تخريب مقر الدائرة القديم وعدد من المحلات التجارية. وفي هذا الشأن أرجع المحتجّون أسباب الاحتجاج إلى التقاعس في توقيف المشتبه الرئيسي في القضية، مؤكدين بأنهم يرون الجاني أمام أعينهم، الأمر الذي أثار استياء كل من عائلة الفقيد وأصدقائه وأبناء البلدية ودفع بهم إلى الانتفاضة. وأمام تأزم الوضع ذهبت حاولت عدة أطراف احتواء الوضع بالبحث عن الجاني، وأقنعوه بتسليم نفسه لمصالح الدرك الوطني، إلا أن المواجهات استمرت إلى ساعة متأخرة من الليل. وأوضح بعض الشباب أنه بعد نشوب مواجهات بين شقيقين من قرية بودوخة والضحية والمتهم الرئيسي، الذين كانوا يتشاجرون فيما بينهم، مما دفع بالشاب إلى التدخل لإسكاتهم إلا أنهما قاما بطعنه بعدة طعنات بالسكين أردته قتيلا. ومن جهة أخرى، طالب والد الضحية بفتح تحقيق لمعرفة أسباب مقتل ابنه ومعاقبة كل المتسببين، مؤكدا أن ابنه كان يمارس عمله في الجزائر العاصمة، وأنه لم يكن له أعداء.