استؤنفت المعارك، أمس، بين المجموعات المسلحة قرب مدينة زوارة، غربي طرابلس، وقتل شخصان على الأقل، في المنطقة نفسها التي شهدت معارك ضارية، الإثنين الماضي، أودت بحياة 18 شخصا. وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية، نقلا عن شهود عيان، بأنه تم سماع طلقات متقطعة من الأسلحة الخفيفة والثقيلة في المنطقة الواقعة على بعد نحو 60 كيلومترا من الحدود مع تونس، ومشاهدة أعمدة من الدخان تتصاعد في أجواء مدينتي الجميل وريقدالين، حيث يتواجه، منذ الإثنين، ثوار سابقون ومجموعات مسلحة أخرى. وقال مدير المستشفى الوحيد في منطقة زوارة إن مقاتلين من زوارة قتلا، أمس، وأصيب آخرون بجروح، وتعذر الحصول على حصيلة في المدينتين الأخريين. وتقع المدينتان على بعد نحو مائة كلم إلى غرب طرابلس، وعلى بعد كيلومترات إلى جنوب زوارة الساحلية. وتجري المواجهات بشكل خاص على جبهتين، في جنوب غرب زوارة، حيث تتركز القوة الرئيسية التابعة للمدينة، وفي جنوبها على تلة تشرف على الجميل وريقدالين. واستخدمت في المعارك أسلحة خفيفة ومضادات جوية مثبتة على شاحنات ''بيك آب''، وقاذفات صواريخ ودبابات. ومنذ سقوط نظام معمر القذافي ما زال التوتر سيد الموقف بين سكان زوارة ذوي الأصول الأمازيغية من جهة، وبين سكان مدينتي الجميل وريقدالين من جهة ثانية، المتهمين بأنهم بقوا على ولائهم للقذافي حتى سقوط نظامه. وأفادت السلطات بأن المواجهات أوقعت 18 قتيلا، الإثنين والثلاثاء الماضيين. وأوضح المجلس الوطني أنه أرسل وفودا إلى المنطقة ''لتهدئة الوضع وحل المشكلة''، موضحا أن المواجهات اندلعت عندما اعتقل ثوار سابقون من زوارة، لدى مرورهم في مدينة الجميل. وبعد تدخل المجلس الانتقالي، أطلق سراحهم وتم التوصل إلى اتفاق بين الطرفين. إلا أن ثوارا سابقين من زوارة عادوا وأشعلوا الوضع، حسب بيان المجلس الانتقالي. وتأتي هذه المواجهات بعد معارك جرت في سبها، الأسبوع الماضي، وأوقعت أكثر من 147 قتيل و395 جريح.