احتدمت المنافسة بين متصدري السباق الرئاسي في فرنسا الاشتراكي فرانسوا هولاند والرئيس المرشح لعهدة ثانية نيكولا ساركوزي. ويبدو أن مرشح الحزب الاشتراكي فرنسوا هولاند اختار المحور الاقتصادي لكسب الأصوات التي تضمن له مقعد الرئاسة، فقد قال في تصريحاته أمس لمحطة ''فرنسا الدولية'' الإذاعية إنه لن يتوان في تجميد المعاهدة الأوروبية بشأن ضبط الميزانية التي وافق عليها الرئيس المنتهية عهدته نيكولا ساركوزي نهاية الشهر المنصرم، مشيرا إلى أنه في حال وصوله إلى سدة الحكم فإنه سيطالب بإعادة التفاوض وإضافة تعديلات تهدف إلى إنعاش الاقتصاد الفرنسي ''لا يمكن أن أقبل أن يصبح التقشف هو القاعدة لمدة عشر سنوات''. ويرى المراقبون أن تركيز المرشح الاشتراكي على الاقتصاد والأزمة الاقتصادية التي يعاني منها الفرنسيون ستكون اختيارا موفقا، بالنظر إلى كون الاهتمامات الاقتصادية ضمن أولويات الشارع الفرنسي وفقا لتأكيد استطلاعات الرأي. من جانبه فضل الرئيس المنتهية رئاسته، الحديث عن الإصلاحات التي سيٌحدثها في السياسة الخارجية الفرنسية في حال انتخابه للمرة الثانية، حيث أكد في حوار أدلى به لمجلة ''إكسبريس'' أنه سيمنح فرنسا المكانة التي تليق بها على الساحة الدولية من خلال إطلاق مبادرات مهمة، خاصة فيما يتعلق بقضية الشرق الأوسط، حيث أشار إلى أنه حان الوقت ''لمنح الفلسطينيين وضع دولة مراقبة في الأممالمتحدة شريطة أن يؤكدوا مجددا حق إسرائيل في الوجود والأمن، وأن يتقدم الطرفان باتجاه تعايش بين دولتين''، مضيفا في سياق حديثه أن ''القضية الأهم ليست مسألة الحدود بل حق العودة للاجئين، فإذا أنشأنا دولة فلسطينية فذلك ليتمكن الفلسطينيون من العيش في دولة فلسطين''. مع الإشارة إلى أنها المرة الأولى التي يتطرق فيها الرئيس الفرنسي الحالي إلى حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم، فيما يراه المراقبون أنه محاولة لمغازلة أصوات الجالية المسلمة التي تضع القضية الفلسطينية ضمن اهتماماتها. على صعيد آخر، أشار ساركوزي في نفس الحوار إلى أنه سيسعى إلى دفع العلاقة مع الجزائر، مشيرا إلى ضرورة التوصل إلى حل مسألة الاتفاقات التفضيلية حول الهجرة ''بعد خمسين عاما من إزالة آثار الاستعمار، يجب أن ننجز مع الجزائر -دون تأخير- إعادة التفاوض حول الاتفاقات التفضيلية في مجال الهجرة التي تعود إلى عام .''1968 وقد كان ساركوزي قد أوضح في وقت سابق أنه يعتزم خفض عدد المهاجرين الجزائريين إلى فرنسا بحوالي نصف العدد فور استلامه الحكم للمرة الثانية. وتتوقع الاستطلاعات أن تُفضي الجولة الأولى من الانتخابات المقررة الأحد المقبل إلى مواجهة بين هولاند وساركوزي في السادس ماي المقبل في الدورة الثانية، مع العلم أن استطلاعات الرأي تشير إلى تفوق مرشح الاشتراكيين هولاند على مرشح اليمين الرئيس ساركوزي.