أفاد مفتي مرسيليا سابقا صهيب بن شيخ بأن اليمين الديغولي أنفع تقليديا للعالم الإسلامي والعربي خارج فرنسا. ولكن في داخلها يعتقد بأن اليسار الاشتراكي أكثر إفادة للمسلمين خصوصا المغاربيين. لكنه يقول إن الجالية المسلمة في فرنسا، خسرت اليسار واليمين معا. سألت ''الخبر'' بن شيخ أيهما أنفع للجزائريين خصوصا والجالية المسلمة في فرنسا عموما، مرشح اليمين نيكولا ساركوزي أو مرشح اليسار فرانسوا هولاند؟ فكان رده ''ينظر إلينا اليمين في فرنسا على أننا دخلاء، وأن إقامتنا في بلدهم كرم منهم، وهي نظرة المسيحي الذي يرى نفسه أصيلا وشهما بقبول المسلم معه فوق أرضه. لذلك أعتقد بأن اليسار أنفع لنا، خصوصا من ناحية المساواة والمؤاخاة وتكافؤ الفرص، ولكنهم غير نافعين لنا في العالم العربي والإسلامي لقربهم من السياسات الإسرائيلية ومن الصهيونية أحيانا''. ويرى بن شيخ، المترشح عن ''جبهة المستقبل'' بالعاصمة في التشريعيات الجزائرية، أن العرب والمسلمين المقيمين بفرنسا خسروا اليمين واليسار معا ''خاصة اليمين الديغولي الذي يمثله نيكولا ساركوزي، الذي حكم فرنسا من غير مبادئ، هو يحكمها براغماتيا''. وأضاف ''في فرنسا يوجد نوعان من رجال السياسة: رجل يحلم بتغيير الواقع، وآخر لا يحلم، إنه براغماتي يريد تسيير الواقع كما هو ويجيب على متطلباته. فهو لا يقول للفرنسيين جئت لتغييركم وإنما لأستجيب لواقعكم''. وأوضح مرشح الرئاسيات بفرنسا عام 2007، أن ساركوزي ''يتكلم في صميم إيديولوجية اليمين المتطرف وممثله الجبهة الوطنية، وربما هو أنكى وأشد علينا من مارين لوبان، فهي العدو التقليدي، بينما هو عدو مقنّع لا يملك عقيدة حكم ومستعد للتحالف مع أي كان، بما في ذلك الشيطان''. ويرى بن شيخ أن ساركوزي ''لا يجيب على حاجيات الفرنسي المشروعة، وإنما يستغل نوازعه. فمن هو الفرنسي الذي يقبل مسخ ثقافته لصالح الأسلمة والتعريب والبداوة والعالم الثالث..؟ هذا الوتر يعرف كيف يلعب عليه ساركوزي وبذكاء ماكر''. وتابع بن شيخ ''ساركوزي يرفض الاعتراف بارتفاع مستوى الجالية المسلمة في فرنسا. صحيح نحن غير ممثلين في البرلمان ولا في الإدارات ولكننا بأعداد كبيرة جدا في الجامعات والمعاهد والكليات، أساتذة وطلبة وباحثين. أقصد بذلك أن المستقبل لهذه الجالية التي سيعتمد عليها في السنوات المقبلة لتشغيل الماكنة الكبرى التي تسمى فرنسا''.