نقلت وكالة الأنباء الفرنسية أمس من الحدود السودانية الجنوب سودانية، أن طائرات الجيش السوداني شنّت غارات مكثفة على مواقع يعتقد أنها عسكرية تابعة لقوات الحركة الشعبية. وحسب برقيات الوكالة، فإن الهجمات استهدفت مواقع تقع بعاصمة ولاية الوحدة مدينة بانتيو، ومنطقة ربكونا التابعة لنفس الولاية. وحسب التوضيحات التي أوردها مراسل الوكالة، فإن إحدى القنابل سقطت داخل أحد الأسواق وخلّف سقوطها مقتل شخص واحد وعدد من الجرحى. وتأكيدا لهذه الأخبار، أعلنت حكومة جنوب السودان أن العديد من قراها القريبة من الحدود قد تعرضت لهجمات من الجيش السوداني وقد استخدمت حسب ذات المصدر، في هذه الهجمات الطائرات الحربية، وقد دفعت هذه التطورات حسب تأكيدات ضابط من جيش جنوب السودان، إلى شروع سلطات بلاده في تعزيز قواتها المرابضة على الحدود، وهو ما يوحي أن الوضع مرشح لتطورات أعنف، خاصة وأن الرئيس عمر البشير أعلن أمس عند وصوله إلى هجليج أنه لن يتفاوض مع سلطات جوبا، مثلما سبق له أن جزم بأن الحركة الشعبية لن تبقى في الحكم بجنوب السودان. وفي ظل هذه الأجواء، أعلنت الخرطوم أن هجومها على مدينة هجليج وتحريرها خلّف سقوط أربعمائة قتيل في صفوف قوات جنوب السودان، على عكس سلطات جوبا التي تحدثت عن مقتل تسعة عشر عنصرا من جنودها فقط. وفي نفس هذا الإطار ذكر مراسل وكالة الأنباء الفرنسية، أنه شاهد ما لا يقل عن مائة جريح جنوبي بمستشفى مدينة الخرطوم. وفي مسعى لوقف هذا التدهور، دعا رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي السيد جان بينغ طرفي الصراع إلى وقف القتال واستئناف المفاوضات. كما نقلت العديد من الوكالات الإخبارية عن شهود عيان، أن مئات الأشخاص اقتحموا إحدى كنائس مدينة الخرطوم التي يستخدمها الجنوبيين، وهو ما أوحى باحتمال اندلاع صراع طائفي في البلاد.