يعلّق المؤرّخ والحقوقي الفرنسي''جيل مونسيرون'' آمالا كبيرة على الفترة القادمة من حكم الرئيس الفرنسي الجديد ''فرانسوا هولاند''، مرجعا ذلك إلى طبعه المتفتح وعلاقاته السياسية الطيبة مع الرسميين الجزائريين. وفي حوار مع ''الخبر'' على هامش الملتقى الدولي حول مجازر80 ماي 54 بقالمة، يتمسّك نائب رابطة حقوق الإنسان بفرنسا، بقضية الاعتراف والاعتذار عن مجازر فرنسا الاستعمارية في حق الشعب الجزائر. هولاند رئيسا للجمهورية الخامسة، كيف ترون مستقبل فرنسا بعد ساركوزي؟ نعم.. الأمور حُسمت مثلما أراد الشعب الفرنسي، وهولاند يستحق رئاسة فرنسا، بالنظر للفترة القاتمة من حكم ساركوزي، وأملنا كبير في الرئيس الجديد لمحو ماضي العهدتين الماضيتين. إذن كيف تقيّمون فترة حكم ساركوزي على الصعيد الحقوقي والإنساني؟ كانت حافلة بالعديد من المساوئ، فهو من صادر حقوق الجالية العربية وفي مقدمتها المغتربين الجزائريين. لقد كان عنصريا إلى درجة كبيرة، من خلال استصدار قانون تمجيد الاستعمار، الذي رفض المؤرخون الفرنسيون المشاركة فيه، وانتهك حق الشرائع من خلال محاربته الإسلام ومنع الخمار على المسلمات. أنتم من الذين يرافعون لصالح ضحايا الحقبة الاستعمارية. فهل لنا أن نعرف منكم مدى ما يروّج له بخصوص رفع الحظر عن الأرشيف ؟ الأرشيف مهم جدّا في التعاطي مع الأحداث لإقامة الدليل على مقترفي المجازر، ومنها مجازر الاستعمار الفرنسي في حق الجزائريين، لكن قانون الأرشيف الفرنسي لم يسلم من وضع العديد من العقبات في وجه الباحثين والمؤرخين، فبعض الحقائق الهامة من المستحيل الوصول إلى الوثائق الأرشيفية الخاصة بها. تتصدّرون المحاضر والتقارير التي توصف بغاية السرية؟ هي الوثائق التي تؤكد مدى فظاعة الإبادة من جهة، وتكرّس سياسة اللإعتراف بجرائم الأسلاف في حق الشعب الجزائري طوال فترة الاحتلال. وهل تتعلّق ببعض الأشخاص الذين لا يزالون على قيد الحياة ؟ بالتأكيد، لأن من بين الشروط الملزم بها الباحثون ألا يذكروا هؤلاء الأشخاص وأن يوقّعوا على التزام قبل مباشرة عملية الاطلاع على الوثائق الأرشيفية. فالقانون بما ذكرته لك من مساوئ يشترط عدم ذكر بعض أسماء الأشخاص إلا بعد مائة سنة، (يضحك قليلا) وهذا ما يؤكد سياسة الإنفلات من العقاب التي عمل الرّسميون الفرنسيون على تكريسها. هل تتوقّعون استمرار هذه السياسة مستقبلا؟ نتمنى من الرّئيس ''هولاند'' أن يطوّر العلاقات مع الجزائر ويطوي صفحة 231 سنة من الاحتلال، وخمسين سنة من تعثر الصداقة.