تعيش عائلة قاسم محمد، المتكونة من خمسة أفراد، بشوارع مدينة خميس مليانة في ولاية عين الدفلى منذ فترة طويلة عرضة لكل المخاطر، حيث نصبت خيمة أمام المقر القديم للدائرة واتخذتها مأوى لها، بعد أن ضاقت بها السبل. يروي رب الأسرة ل''الخبر'' قصته مع والده الذي طرده مع عائلته الصغيرة من المنزل العائلي الكائن بشارع جعدان عبد القادر، بعد أن اتهمه بالجنون ورفع ضده دعوى قضائية بتهمة ضرب الأصول، انتهت مثلما جاء في أوراق الملف الذي يوجد بحوزتنا، بانتفاء وجه الدعوى، على اعتبار أن محمد معاق ذهنيا. واختار محمد، بعد أن تعذّر عليه العيش مع والده، الشارع ليقيم فيه مع زوجته المصابة بالربو وثلاثة أطفال، أكبرهم يبلغ من العمر أربع سنوات، في خيمة تفتقر لأدنى شروط العيش، وجدنا بداخلها كما توضحه الصور التي تم التقاطها، أفرشة بالية وأوان مبعثرة ومتناثرة وصندوقا خشبيا لقضاء الحاجة. ورفض محمد بشدة تحويله إلى مستشفى الأمراض العقلية وتحويل أطفاله إلى مصلحة الأيتام، مفضلا البقاء مع أسرته. وتهكم محمد على السلطات المحلية التي اتهمته بالجنون، عندما طالب بحقوقه وبسكن يحفظ كرامة أطفاله، لكنها في ذات الوقت سلمته بطاقة الناخب، متسائلا: كيف لمجنون أن يؤدي واجبه الانتخابي؟ ولم يجد محمد، كما قال، سوى إحدى الجمعيات الخيرية التي وفرت له الخيمة ليستر أسرته، وبعض الدواء لزوجته وأطفاله. وناشد محمد، في الأخير، الوالي التكرّم عليه بسقف يحفظ به ما تبقى من كرامة أفراد عائلته، ويقيهم شر الكلاب الضالة التي هاجمت أطفاله مرات عديدة داخل خيمته الصغيرة.