هل صحيح أن الوزير السابق غول يريد إنشاء حزب سياسي يسميه حزب الجميع؟! أي يريد إنشاء حزب سياسي بصيغة الطريق السيار يستخدمه الجميع؟! هل يمكن أن يصدر هذا عن رجل سياسي يقال إنه كفء وحصل على 13 مقعدا في البرلمان في عاصمة البلاد، لأنه ترأس قائمة حمس؟! غول ينشئ حزبا سياسيا للجميع ويرشح به نفسه لرئاسيات 2014 أو على الأقل يأخذ به الحق في رئاسة الحكومة؟! هل الجميع الذي يريده غول في حزبه هم مثلا المفسدون الذين تسللوا إلى مكتبه في الوزارة ومارسوا الفساد باسمه وهو لا يعلم؟! أم الجميع هم الذين اشتروا مقاعدهم في برلمان الرداءة والشكارة والفساد والتزوير المالي؟! هل يمكن أن نطلق على شخص صفة الكفء وهو يطلق مثل هذه المبادرات الفاشلة في السياسة، مثلما لم يكن كفؤا في وزارته حين لم يستطع حماية مكتبه من تسلل المفسدين إليه؟! أحد عرابي غول في الصحافة قال: إن غول يريد أن يكون مثل أردوغان تركيا الذي ثار على أربكان وكوّن حزبا أنقذ به تركيا.! ولكن أبوجرة ليس أربكان؟! الصورة الأقرب من قضية غول وأبي جرة والحكم هي صورة شارون والليكود وكاديما.. حيث قام شارون بالانشقاق عن الليكود وكوّن حزبا سياسيا أسماه كاديما ووصل به إلى رئاسة الحكومة في إسرائيل.. وهذا ما يريد فعله الآن في الجزائر الزعيم الكفء غول، بالانشقاق عن حمس وتكوين حزب الجميع الذي يوصله إلى الرئاسة أو رئاسة الحكومة.! شخصيا تصورت أن الجميع الذي يريده غول قد تكون من بينه خليدة تومي زعيمة حزب الجميع الغولي القادم؟! غول يراهن على حزب ''الجميع'' لإيصاله إلى الرئاسيات في 2014 القادمة وفي ذهنه أن الانتخابات الرئاسية القادمة ستكون أساساتها بالشكارة، وأن ''الشكارة'' هي التي ستصنع الرئيس القادم.! لكن ما غاب على زعيم حزب ''الجميع''، أن الانتخابات القادمة إذا كانت حرة ولا تلعب فيها الشكارة الدور الريادي، فإن الحرية ستلغي الشكارة.! وعندها لن تنفع دراهم ''غيران'' غول ولا دراهم الطرق السيارة وغير السيارة ولا حتى دراهم سوناطراك؟! حرية الانتخابات ستلغي قوة الفساد السياسي مهما كان متغولا.! المضحك في ما نشر عن غول بخصوص حزبه السياسي القادم، ليس فقط فكرة أنه سيكون ''حزب الجميع'' بمن فيهم السراق.! بل أيضا ما نشر عنه من أنه قال: إن حزبه يبني أساسه السياسي على المشاركة في الحكومة؟! أي أن طموح هذا الحزب الجديد هو المشاركة في الحكم ولا شيء غيره؟! إنه بتعبير آخر يقدم نفسه عبر هذا الحزب لأن يكون أرنبا في الرئاسيات القادمة، ليكون وزيرا تماما مثلما فعل الكفء بوكروح، حين ملأ الدنيا صراخا سياسيا من أجل منصب وزير تجارة.. وفقط؟! [email protected]