أظهرت عمليات التوقيف التي نجحت في تحقيقها وحدات حرس السواحل، خلال الأيام الأولى من شهر رمضان الجاري، التركيز الذي توليه شبكات الهجرة السرية لهذا الشهر الفضيل من أجل تنفيذ رحلاتها، وهو الأمر الذي تفطنت له المجموعات الإقليمية لحرس السواحل التي فرضت طوقا رقابيا عبر جميع النقاط والمنافذ البحرية لإفشال أي رحلات قد تنتهي بحوادث درامية. كعادتها، لم تُغير شبكات الهجرة السرية من ممارساتها في انتهاز موسم رمضان لتركيز نشاطها، وتنفيذ أكبر عدد ممكن من رحلاتها، حيث يسود اعتقاد لدى منظمي هذه المغامرات البحرية بأن أعين الرقابة والتمشيط البحري تنخفض إلى حدودها الدنيا بفعل شهر الصيام، وهو الأمر الذي أوضحته، في الأيام الأربعة الأخيرة، عمليات إحباط محاولات هجرة 46 شابا في عمليتين مختلفتين، كانوا يستقلون زوارق مطاطية على بعد أميال بحرية معدودة، على غرار الرحلة التي تلقفها أعوان حرس السواحل قبيل موعد الإفطار بالقرب من جزر حبيباس. وتستغل هذه الشبكات حالة الهدوء الذي يميز البحر مؤخرا بفعل موسم الصيف، لتجسيد مخططاتها بتنفيذ أكبر عدد ممكن من الرحلات، انطلاقا من السواحل الغربية بشكل خاص، نتيجة قرب المسافة التي تربط هذه الأخيرة بالسواحل الإسبانية، خلافا للسواحل الشرقية، فضلا عن اختيارها لبعض المواقيت لضمان إفلاتها من رقابة أعوان حرس السواحل وبالتحديد موعد الإفطار. وفي هذا السياق، أكدت مصادر جد مطلعة بأن النظام الرقابي الذي تفرضه فرق حراس السواحل خلال شهر رمضان، لا يغفل عن بعض الجزئيات التي تشكل منطق تفكير شبكات الحرافة، وذلك من أجل إفشال مخططاتها في الوقت المناسب، لاسيما فيما يتعلق بالأوقات التي تترصدها للتملص من الرقابة، مضيفة بأن أعوان حرس السواحل يتناولون وجبة إفطارهم في عرض البحر أثناء دورياتهم التي تمسح المنطقة البحرية التابعة إليهم. وتُظهر التجارب السابقة التي سجلت في السنوات القليلة الماضية، التكثيف الذي تعتمده شبكات الحرفة خلال رمضان وأيام العيد، حيث تم توقيف مئات الأشخاص في عرض البحر أثناء هذه الفترة، فضلا عن بعض الحوادث المأساوية التي انتهت بفقدان عدد من الشباب وغرق عشرات الآخرين، على غرار الجثث التي تم انتشالها قبل خمس سنوات في وضع جد متفسخ بالقرب من جزيرة ''بلان'' بوهران، صبيحة يوم عيد الفطر، بعد أن تاهوا في عرض البحر وانقلب الزورق الذي كان يقلهم.