تضع المطربة التونسية لطيفة العرفاوي ارتباطاتها الفنية جانبا في الشهر الفضيل، لتتفرّغ للعبادة وصلة الأرحام ولقاء الأحبة، فلا تفوّت صلاة التراويح، كما يتحوّل بيتها إلى قبلة للأصدقاء، لتذوّق ما تبدعه أنامل ابنة تونس الخضراء. يوميات رمضانية تنتظر لطيفة العرفاوي حلول الشهر الفضيل بفارغ الصبر، لتأخذ وقتا مستقطعا لنفسها، من الجولات الفنية ووهج الأضواء وتسجيل الأغاني، فتعيش روحانية الشهر الفضيل وفق طقوس تونسية. تقول لطيفة التونسية عن يومياتها في الشهر الفضيل في مصر، إنها لا تضيّع وقتا كبيرا في النوم لمعايشة الشهر الكريم بكل تفاصيله، فتخصص وقتا لتلاوة الذكر الحكيم يوميا ''فرمضان عبادة بالدرجة الأولى''. كما تخرج لطيفة لقضاء حوائجها والتمتع بمشاهد الأجواء الرمضانية في شوارع القاهرة. وتحافظ لطيفة طيلة سنوات إقامتها في مصر على بداية شهر رمضان، باستضافة عائلة الشاعر المصري الراحل محمد عبد الوهاب الذي وقع كلمات أشهر أغانيها. تقول ابنة تونس الخضراء: ''رمضان بالنسبة لي موعد سنوي للتقرّب من الله، وصلة الأرحام ولقاء الأحبة، فلا يمكنني الجلوس إلى مائدة الإفطار دون أحبابي، وأشقائي يعوّضون بعدي عن العائلة الكبيرة في تونس''. على مائدة الإفطار رغم أنها تعترف أن الدخول إلى المطبخ لا يغريها في باقي أيام السنة، إلا أن الأمر يختلف في شهر رمضان، حيث تحرص على أن تضع بصمتها على المائدة الرمضانية التي تحمل توقيعا تونسيا مائة بالمائة. تواصل صاحبة ''حبك عادي'': ''كثيرا ما أدخل المطبخ في شهر رمضان لأعدّ الأطباق التي أعشقها، مثل طبق الجبن ومشروب البسيسة، وطبعا الشوربة التونسية التي يعترف كل من تذوّقها أنني اختصاصية في إعدادها''. هلاليات ولأن رمضان هو أكثر مناسبة يشعر فيها البعيد عن بلاده بالشوق للأهل، تبرمج لطيفة جهاز استقبالها على القنوات التلفزيونية التونسية للتمتع بطبق كوميدي يحمل ''ريحة لبلاد''، غير أنها سرعان ما تتوجه إلى أقرب مسجد مع أذان العشاء لأداء صلاة التراويح. وبعد العودة من المسجد، تقضي لطيفة بقية السهرة إما في بيتها لاستقبال الأصدقاء، أو تنزل ضيفة على رفاقها من العائلة الفنية، قبل أن تخلد لفراشها لاستقبال يوم جديد، فيما تشدّ الرّحال في الأيام الأخيرة إلى تونس لتقضي العيد بين أهلها.