حذر مدير الشؤون الحكومية والتنظيمية بشمال إفريقيا ل ''بريتش أمريكان توباكو''، كريم رفعت، أن تعتمد الجزائر على نفس الاتجاه الذي اتخذته مصر بتغيير نظام الضرائب المفروض على تجارة التبغ، ما ساهم في ارتفاع الأسعار وتفاقم التهريب ورقعة التجارة غير الشرعية من 01, 0 بالمائة إلى 20 بالمائة من حصة سوق مصر في ظرف سنتين. طلب كريم رفعت في لقاء صحفي، سهرة أمس الأول بفندق سوفيتال، من السلطات الجزائرية ألا تقدم على إحداث ''صدمة جبائية'' بتغيير نظام الضرائب المفروض على التبغ. ''إن النظام الحالي القائم على فرض ضريبة على علبة السجائر المحددة بقيمة 11 دينار وعلى الكيلوغرام من التبغ المستورد كمواد أولية بقيمة 1260 دينار يعد مقبولا وشجع على استقرار حصة التجارة الموازية للتبغ في 7 و 8 بالمائة من السوق الجزائرية التي تعد ثاني أكبر سوق في شمال إفريقيا باستهلاك سنوي قدره 27 مليار سيجارة''، حسب ما أكده مدير الاتصال ب''بريتيش أمريكان توباكو الجزائر''، فيصل خالف، الذي أشار إلى أن حصة التجارة الموازية في الجزائر أقل من تلك المسجلة في أوروبا والمقدرة ب 12 بالمائة. وأوضح فيصل خالف أن السلطات الجزائرية تفكر في تغيير نظام الضرائب المفروض على السجائر ليصبح قائما على نسبة سعر علبة السيجارة وليس بفرض ضريبة ثابتة محددة ب 11 دينار على كل علبة. وقال كريم رفعت إن مصر التي تعد أكبر سوق في شمال إفريقيا قد سبقت في تطبيق النظام الجديد القائم على ضريبة نسبتها 60 بالمائة من سعر العلبة، وكانت النتائج عكس كل التوقعات. وكشف المتحدث أن الضرائب الجديدة رفعت في السعر إلى مستوى 7 جنيه لعلبة السجائر المعروضة بشكل شرعي مقابل سعر 3 جنيه لعلبة السجائر المعروضة في السوق الموازية، ما فتح المجال لاتساع رقعة التجارة غير الشرعية إلى حدود 20 بالمائة في نهاية 2011 بعد أن كانت قبل تطبيق النظام في 2010 في مستوى 01,0 بالمائة من السوق. وأضاف المسؤول ذاته أن الزيادة في الضرائب لم تنفر المصريين عن استهلاك التبغ بدليل زيادة استهلاكهم السنوي بملياري سيجارة، لينتقل حجم السوق إلى 84 مليار سيجارة في السنة بعد أن كانت 82 مليار سيجارة. وفسّر المتحدث هذه الزيادة بتحول الاستهلاك إلى السوق الموازية التي تطبق فيها أسعار منخفضة، وهو أمر طبيعي ما دامت السيجارة المعروضة فيها غير خاضعة للضرائب. وعلاوة على الخسائر التي أحدثها التهرب الجبائي من مبيعات السجائر في مصر والمقدر ب 4 مليار جنيه في السنة، أشار فيصل خالف إلى ارتباط تهريب المخدرات والمتاجرة بالسلاح مع تسويق السجائر غير الشرعية. موضحا أن إدخال حاوية واحدة من التبغ المهرب إلى السوق الجزائرية، يحقق ربحا صافيا بقيمة 2 مليون أورو. هذا المبلغ ضخم ولا يمكن لتجارة التبغ أن تمتصه لوحدها ويحتمل تحويل بعضها إلى ما يحقق أرباحا أيضا مثل تجارة المخدرات. وأبدى كريم رفعت التزام شركته بالتعاون مع السلطات الجزائرية للحد من مخاطر التجارة الموازية وطلب في نفس الوقت أن تكون الضرائب المقرر فرضها مستقبلا تدريجية وشفافة ونتيجة لحوار وتشاور.