تعيش مدينة وهران حالة استنفار كبيرة، بعد التهديدات التي أطلقها سكان عمارات حي خميستي الواقعة قريبا من إقامة الدولة ''الباهية''، الذين يرفضون طريقة ترحيلهم بعد 35 سنة من الانتظار. وقد خرج سكان الحي الذي يضم أكثر من 500 عائلة، ليلة أمس الأول، إلى الشارع وأغلقوا الطريق، مباشرة بعد انتشار تصريح والي ولاية وهران، بعد عودته من العطلة، بأن الترحيل سيبدأ يوم السبت القادم، وهو ما لا يرفضه السكان، لكنهم يطالبون بإعادة النظر في الطريقة التي تتمثل في استفادة شاغل كل شقة من شقة مماثلة في مشاريع السكن الاجتماعي الجاهزة في دائرة السانية ''إن الذي رحّل مع عائلته في الثمانينيات وعمره سنة هو الآن رب عائلة، يحتاج إلى مسكن خاص به''. من جهة أخرى، ذكر مصدر مؤكد ل''الخبر'' أن عددا كبيرا من شاغلي سكنات هذا الحي ''ليسوا في الواقع أصحاب عقود الكراء، وهم مؤجرون أو اشتروا المفتاح، كما يقال بالعامية، ولهذا تم تحرير الاستفادات من الترحيل باسم شاغلي السكنات الأصليين''. وأوضح بيان والي وهران، بأن ''الترحيل يتم باستظهار عقد الإيجار، وفي حال رفض صاحب الشقة ذلك، فإن السكن سيؤول للمؤجر''. وجاء في ذات البيان أن المستفيدين ال600 من العقود المسبقة بأحياء الحمري، مديوني والدرب، سيتم ترحيلهم هم أيضا الأسبوع القادم، وكان من المفروض أن يتم ترحيلهم في شهر ماي الماضي. وتطرح العمارات الجاهزة بحي خميستي ''باطيمات الطاليان''، إشكالا عويصا للسلطات المحلية، وهي التي أنجزتها شركة إيطالية، قبل 40 سنة، عندما قررت الحكومة في عهد الشاذلي بن جديد هدم حي ''سكاليرا'' بسيدي الهواري، ورحلت سكانه إليه، وكان من المفروض إعادة ترحيلهم بعد 15 سنة، وهي مدة صلاحية تلك العمارات. وتثير الأراضي الواقعة في هذه المنطقة ''أطماعا كبيرة''، بحكم كونها صارت بوابة وهرانالجديدة، ولم تعلن السلطات المحلية لولاية وهران ''لمن ستؤول أرضية ''باطيمات الطاليان'' ذات القيمة العقارية العالية جدا؟ هل مازالت موجهة للشركة العقارية ''بلازا'' التي كان صهر الشاذلي بن جديد مساهما فيها؟ وهذا كما تم إعلانه في اجتماع رسمي في عهد الوالي السابق الطاهر سكران. وهل سيتم طرحها في مزايدة لتدعيم خزينة الوكالة العقارية لولاية وهران، التي تعاني عجزا ماليا ضخما؟ خاصة بعد انتشار أخبار تفيد بأن الأرضية تم توجيهها لإنجاز''مشروع سكني راقٍ تشرف عليه ترقية عقارية عاصمية''. وشرعت مصالح ولاية وهران في التحضير ''الأمني'' لعملية يوم السبت القادم، التي يتوقف عليها كل برنامج الترحيل المعلن عنه. خاصة أن كل عمليات الترحيل السابقة، صاحبتها موجات من أعمال العنف والاحتجاجات.