تركزت اهتمامات المليونير الهولندي "جوهان هويبرز" على بناء سفينة تطابق أوصاف سفينة النبي نوح على مدى عشر سنوات من حياته، بعد أن تراءى له حلم أن طوفانا يجتاح هولندا، ما دفعه لسرد قصة النبي نوح على أطفاله مرات عدة انتهت بوعد قطعه ببناء السفينة الأعجوبة من جديد.واستقبلت السفينة أولى زوارها في هذا الصيف في مدينة دوردريخت بجنوب هولندا، بعد إعلان استكمال بنائها بتكلفة بلغت أربعة ملايين يورو، وبمقاييس مستوحاة من الكتب المقدسة، أي بطول قدره 300 ذراع، وبعرض 50 ذراعا وبارتفاع 30 ذراعا فاستخدم في بنائها 1200 جذع من أشجار الصنوبر السويدي بعد أن بني هيكل معدني للسفينة.وتم تجهيز السفينة من الداخل بغرف ومخازن كما أضيفت لها مكونات عصرية تجعلها مقصدا للسياح، كالألعاب الترفيهية للأطفال، وخصصت غرفة كتب عليها غرفة نوم نوح، إضافة إلى قاعة للمؤتمرات تتسع ل1500 شخص، ومطعم يمكن السائح من أن يصنع أكلته بنفسه بدءا بصنع الدقيق باستخدام طاحونة حجرية لطحن القمح، كما احتوت على قاعتي سينما ومسرح. ولتبقى قصة النبي نوح حاضرة في أذهان الزوار على الدوام علقت على الجدران قصة سفينة نوح ونصوص أخرى من العهد القديم، كما دججت ب1600 نوع حيواني بين الحي والصناعي.وحملت "سفينة نوح" 3000 سائح على متنها منطلقة في رحلتها الأولى للمشاركة في فعاليات الألعاب الأولمبية بلندن، ولكنها لم تصل لوجهتها ميناء روتردام، لعدم استكمال التراخيص اللازمة. وبالرغم من تأكيد هويبرز (53 عاما) أن المشروع ما هو إلا تجسيدا لحلم راوده ومحاولة لتوضيح حقيقة لأبنائه مفادها:"أن هناك ربا يحبنا" على حد قوله، إلا أن بناء سفينة النبي نوح ليست أول مشروع له، فسبق أن بنى أول سفينة في العام 1992 بطول 70 مترا، أطلق عليها اسم سفينة يوحنا، وتمكن من الترويج لفكرته بنقل السياح بها عبر القنوات المنتشرة في أنحاء هولندا.