اندلعت عدة حرائق أمس عبر غابات البليدة وبومرداس، تسببت في تشكيل سحابة كثيفة من الرماد غطت سماء العاصمة، كما تسببت النيران التي اشتعلت أمس بمرتفعات تلمسان في إجلاء السكان القاطنين بالقرب من موقع الحريق، وتزامنت هذه الحرائق مع ارتفاع الحرارة إلى 40 درجة عبر مختلف الولايات تقريبا في أول يوم من فصل الخريف. غطت سحابة كثيفة من الرماد أمس سماء العاصمة بفعل سلسلة من الحرائق شهدتها غابات ولايتي البليدة وبومرداس، حيث أفادت مصادر من الحماية المدنية بأن النيران اشتعلت بغابات الصغيرات وتيجلابين وبوزفزة في بومرداس، وبوفرة وأولاد يعيش وبوعرفة في ولاية البليدة. وأفاد رئيس خلية الإعلام والاتصال بالمديرية العامة للحماية المدنية فاروق عاشور ل''الخبر''، بأن المناطق التي مستها الحرائق، نشبت في ساعة متأخرة من ليلة أول أمس، وامتدت على مساحات واسعة صباح أمس، بفعل الارتفاع في الحرارة الذي ميّز العاصمة والولايات المجاورة لها. وقد اكتست سماء العاصمة، أمس الجمعة، بسحابة من الرماد الكثيف الذي تساقط بغزارة، ولاسيما بعد الظهيرة. وأضاف المتحدث أنه تم تعزيز صفوف أعوان الحماية المدنية بالأرتال المتنقلة من العاصمة لمحاصرة النيران التي امتدت من غابة بوفرة إلى غابتي أولاد يعيش وبوعرفة، فيما تمكن أعوان الحماية المدنية من إطفاء حريق غابتي الصغيرات وتيجلابين في زموري. وفي تلمسان عاش سكان الأحياء الواقعة بمرتفعات مدينة تلمسان من حي سيدي الطاهر شرقا مرورا بحي القلعة العليا، هلعا كبيرا طيلة صباح أمس الجمعة بعد اندلاع حريق مهول بمنطقة سيدي عبد الله بلبعل أعالي حي العباد ببلدية تلمسان، وقد لامست ألسنة اللهب جزءا من مقبرة سيدي الطاهر على بعد أمتار قليلة من الحي السكني، مما خلف هلعا كبيرا لدى سكان الحي الذين تطوعوا بالمئات لمساعدة أعوان الحماية المدنية لإخماد الحريق المهول الذي تجهل أسبابه لحد الآن. وقد تطلبت خطورة الوضع طلب تدخل أرتال متنقلة متخصصة في إخماد الحرائق من ولايات سيدي بلعباس ومعسكر المجاورتين، في حين خصص والي تلمسان حافلات لنقل المواطنين من ساحة الأمير عبد القادر بوسط المدينة إلى مرتفع لالة ستي للمساهمة في عملية الإطفاء، كما خصصت إذاعة تلمسان المحلية خطا أحمر لتدخل المواطنين من أجل تقديم البلاغات الخاصة بالنجدة والمساعدة، وإلى غاية منتصف نهار الجمعة، كانت النيران تزحف غربا نحو منتجع لالة ستي السياحي، حيث العديد من المرافق الحيوية مثل دار الحظيرة الوطنية ومركب الولاية الخامسة التاريخية وفندق الرنيسانس. وتعد الخسائر الفادحة التي خلفها الحريق بإتلاف عشرات الهكتارات من الحزام الغابي المحيط بالمدينة، والذي يعتبر رئة حقيقية كانت تتنفس من خلالها المدينة وسكانها وزوارها، وحسب حصيلة أولية لمصالح الحماية المدنية فإنه ولحسن الحظ لم تسجل خسائر في الأرواح، كما أن الظروف الطبيعية التي شهدتها تلمسان صباح أمس بهبوب رياح غربية خفيفة ساعدت في عملية الإطفاء وتجنب الكارثة. من جهة أخرى، أعلن الديوان الوطني للأرصاد الجوية أن ارتفاع درجات الحرارة الذي شهدته معظم المناطق أمس سيستمر إلى يوم الثلاثاء، أين سيصل معدل هذه الأخيرة في فترة الذروة إلى 40 درجة، وهي ظاهرة وصفها المختصون ب''الاستثنائية'' كون درجات الحرارة يفترض أن لا تتعدى 28 درجة في شهر سبتمبر على المناطق الشمالية. الظاهرة تزامنت مع أول يوم من فصل الخريف، وهي غير عادية حسبما صرح به رئيس مصلحة التنبؤات بوعلام خليف ل''الخبر''، حيث سجل الديوان ارتفاعا محسوسا مس المناطق الوسطى والغربية، أين سجلت العاصمة 36 درجة في حدود الحادية عشر صباحا، وهو معدل لم يسبق وأن سجلته في هذه الفترة بالتحديد، كما أن الكثير من المناطق الوطنية -يضيف خليف- بلغت فيها درجة الحرارة 40 درجة خلال الذروة، وهي نفس درجات الحرارة المرشح تسجيلها خلال الأيام المقبلة خاصة على الخط الرابط بين ولايات وتلمسان سيدي بلعباس ومعسكر والشلف وعين الدفلى وتيسمسيلت والبويرة. وعن أسباب هذا الارتفاع، قال رئيس مصلحة التنبؤات إنها ناتجة عن صراع بين تيارين هوائيين قادمين من جنوب ليبيا الأول مس المناطق الداخلية والشمالية الذي نتج عنه ارتفاع في الحرارة، والثاني تيار بحري تأثرت به المناطق الساحلية ونتج عنه ارتفاع كبير في نسبة الرطوبة التي ستصل في بعض المناطق حسب ذات المسؤول إلى 75 بالمئة، خاصة في المناطق الساحلية الوسطى والغربية، على أن تعود الحرارة إلى معدلها الفصلي حسب خليف ابتداء من مساء يوم الثلاثاء القادم.