لا ينبغي للإنسان أن يقول: ما بقي في الدنيا من الحلال شيء، يعذر بذلك نفسه في ترك الورع والاحتياط، فإن ذلك قول فاسد. قال الإمام الغزالي: ''الحلال بيِّن والحرام بيِّن''. كما قال عليه الصّلاة والسّلام، وذلك في زمانه عليه الصّلاة والسّلام، وكذلك يكون في كلّ زمان، وإنّما تختلف الأزمنة في قِلّة الحلال وكثرته باختلاف صلاح الأزمنة وفسادها، قال: والحلال كثير والحرام كثير، وليس الحرام بالأكثر، ولابدّ في كلّ زمان من وجود الأقسام الثلاث: الحلال والحرام والشُّبهات على وفق ما أخبر به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في قوله: ''الحلال بيّن...'' الحديث إحياء علوم الدّين ج2 ص.825-811 وكتاب الإحياء لم يؤلّف في الإسلام مثله في فنِّه كما يعرف ذلك ويتحقّقه مَن نظر فيه وتأمّله من أهل العلم والإنصاف.